أتــقياء هذا البلد


يقول تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }
إنطلاقاً من هذه الآية يجب الإقرار بأن في هذا البلد من الأمراء و التجار و الوزراء ، رجالٌ يُعرفون بسيماهم ، و سيماهم في وجوهِهم من أثر الصلاح و حب الخير و مساعدة المحتاجين .
رجالٌ يُحبون الخير كحب أحدنا للحياة ، و لا يألون جُهداً في مساعدة المحتاجين إلا بدلوه ، و هذه حقيقة مُشاهدة في كل مناسبة و موقع ، في السر و العلن .
و ليس من الأخلاق الحميدة أن لا يُقابل الإحسان إلا بإحسان ، لذلك يجب الإقرار بفضلهم ، فهم أعطوا وصرفوا في سبيل الخير الشيء الكثير ، و ضحوا و ثابروا حتى يتحصل المحتاج على ما يحتاجه .
إذاً .. من العيب أن لا نرد لهم إحسانهم بإحسان ، و كلمة الشُكر لا تُكلف شيئاً ، فشكراً لكل أهل الخير في بلادي
-----
إن للإسلام في هذا البلد الكلمة الفصل في كل أمر ، و منه قد تشكل الجزء الأكبر من ثقافتنا ، بالإضافة إلى وجود مكة و المدينة ، و مهبط الوحي و منبع الرسالة ، و قبلة المسلمين .. كل هذه الأسباب جعلت الكثير من الأمراء و التجار و الوزراء يُقبلون على مساعدة كل مسكين و عابر سبيل و محتاج و فقير .
يبنون الجمعيات الخيرية ، و دور الرعاية ، و سلات غذائية للفقراء ، و مشاريع إفطار صائم ، و طوابير خلف طوابير من المحتاجين يقفون على أبواب القصور ثم لا يـُرد أحدهم خائباً !
هم و للأمانة رجالٌ يفعلون كل هذا بكل طيب خاطر و رحابة صدر لا مثيل لها ، لدرجة أن الناظر لحالهم يظن أنهم لا يخشون الفقر جراء إستنزافهم لتلك الثروات الهائلة لإغاثة الملهوف .
{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } ! إذاً جزاكم الله خير الجزاء على ما بدلتموه و تبدلوه في سبيل الخير
إلا أن الشيء الذي تاه هنا هو أنهم ( سهواً ) قد توجهوا إلى " محبس الشيطان " في هذا البلد و إليه ولوا وجوههم ، غير مدركين أن الكعبة في الجهة الأخرى .
-----
إن الإسلام يُشجـِـع على العطاء ، كالكرم ، كإغاثة الملهوف ، كالإحسان ، كالصدقة ، كالتبرع .... إلخ
فالعطاء من أهم الصفات التي حث عليها الإسلام و شجع على أدائها ، و مسألة الحث هنا لا تعني الإستحداث من العدم ، فالعطاء بجميع أشكاله موجود قبل الإسلام كطبع إنساني يعزز في الإنسان حب الخير ، لذلك نجد حتى في دول الكُفر نماذجً رائعة في العطاء بغير حدود .
فهذا ( بيل غيتس ) الذي أعلن بأن هدفه في الحياة أن لا يترك لأولاده سوى ملايين قليلة من ثروته البالغة مليارات ، لأنه سيصرف كل ما تبقى في وجوه الخير .. فأين المُتعة هُنا ؟
إنها في الشعور الذي يتولد لدى الشخص المِعطاء بأنه سبباً في إسعاد الكثيرين ، فتلك متعة أعظم من متعة جمع الأموال وتكديسها ، إلا أن تلك المُتعة لا تُصبح خُلقاً حميداً إلا إن كان العطاء من المال الخاص ، فإن لم يكن من المال الخاص سيتحول أمر العطاء فوراً إلى فعلاً دنيء .
فالعطاء عندما يكون من مال منهوب لا يُسمى عطاء إنما يُسمى محاولة لستر عملية النهب ، فاللص يحب أن يظل بعيداً عن الأعين و لا يوجد أمامه مكان للإختباء إلا خلف أعمال الخير ، حينها لن يسأله أحد ( من أين لك هذا ؟ ) فالكل سيكون حينها إما مبهوراً بحبه للخير ، أو مشغولاً بأن يطلب منه العطاء !!
-----
في المـُـقابل .. عندما يشعر الإنسان بمُتعة العطاء ، و كلما كان مِعطاءً أكثر ، فهذا ليس له سوى معنى واحد ، أن أمامه الاف التـُعساء الذين أجبرتهم الحاجة إلى تسول ما يسد رمقهم من أمام أبواب الأمراء و التجار و الوزراء !
هنا يكمن الخلل و أس البلاء ، فعندما يحتكر أشخاصً معدودون في المجتمع مليارات لا تـُحصى ولا تـُعد ، بالتالي فإن هذا لوحده كفيلاً بأن يصُنع ملايين المُحتاجين في نفس المجتمع ! ، حينها مهما كان العطاء كثيفاً و بدل الخير بلا حدود ، فلن تـُحل المُشكلة ، و لن يخرج من هذه الفوضى مستفيداً إلا من أعطى ، و فائدته تكمن في الوجاهة الإجتماعية و في التغطية على مصادر أمواله .. أي إن المسألة ، مسألة بروز أسماءً في هذا البلد كمحبة للخير ليست إلا عملية غسيل أموال فقط !
لأن ملايين المُعدمين سيتولد لديهم شعوراً بالنقص ، فطلب الحاجة لا تجلب سوى الإهانة ، إهانة لا يمحوها عطفاً من سموه الكريم أو معاليه الباحث عن الأجر .
ولا يُمحى هذا الخلل في المجتمع إلا بالتوزيع العادل للثروات على الجميع بلا تفرقة أو تمييز ، حينها سيُقال فعلاً بأن هذا الوطن مِعطاء ، لا أن يُقال بأن هذا الوطن فيه أتقياء .
فإلى متى يا سادة يظل المواطن في هذا الوطن ، في محل مفعولاً به ؟
متى يُصبح فاعلاً ؟ .. فالعطاء خلقاً رفيع ، متى يتخلق به المواطن ؟ ، لأنه و بالظلم الواقع عليه اليوم لن يستطيع أن يتصدق لأنه في الأصل لا يملك شيئاً يتصدق به .
-----
على الجانب الأخر .. لو تمعنا سنجد أن الإسلام وعلى الرغم من حثه على العطاء ، إلا أنه شدد على أمراً أهم ، أمراً يُثاب فاعله الثواب الأعظم ، ثواباً أعظم من الصدقة ومن إغاثة المحتاجين .
ذلك الأمر هو أن يكون العطاء من المال الخاص ، و الأهم أن يكون مصدر المال الخاص " حلال " ، و المال الحلال لا سبيل إلى الوصول إليه إلا عن طريق واحد وهو أن يعمل الإنسان و يجتهد و يتعب في سبيل الحصول عليه .
ولا يُعقل أن يفتح أحدهم خزينة الدولة ثم يغرف منها ما يشاء ، و عندما يشعر بالشبع يُلقي إلى المُحتاجين بالفضلات ، ثم يطلب منهم التصفيق له !
هذا الشخص كأنه لا يريد من المواطن إلا أن يبقى في موضع المحتاج له و لكرمه و لعطاياه .
كيف و بأي حق يا سادة ، يتسول المواطن ماله الخاص ؟
كيف يظهر أصحاب السمو و الفخامة و السعادة و الفضيلة بمظاهر الكرم و الخير و العطاء ، و يستمر المواطن دائماً بمظهر المحتاج لكرمهم ! ، رغم أن المال في الأصل هو مال المواطن المحتاج ! ، ماله الذي يذهب كله و ما بقي يُلقى عليه .
لكن تعودنا أن لا نسأل ، فنحن في بلدٍ غير معطاء ، إنما فيه أتقياء ، يُعطون ويُحسِنون بشكل مُلاحظ ومعلوم ، و في كُل محفل ، و في السر و العلن .. بل و يشهد القاصي و الداني لهم بحب الخير ، و كيف أنهم صرفوا و يصرفون و سيصرفون في وجيه الخير مليارات لا تـُحصى .. ولا يُنكِر هذا إلا أعمى .
ختامً ،،
لا يسع المرء أمام إحسانهم إلا أن يمتثل بالآية الكريمة { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }
لنقول لهم شكراً على الخير الذي بدلتموه على المحتاجين في كل مكان
شكراً أنكم تصدقتم علينا من مالنا الخاص

حَلِلْ الخَمرْ أولاً ثم إسقني


في بلاد المؤمنين : حتى الهمس من المحرمات ، لأن الله دائماً متهيء للعقاب !
يُصر المؤمن في بلادي أن يصف الله بالغضوب الجبار ذو الإنتقام الشديد الذي يُلاحق المخطيء من زقاق لزقاق حتى ينتقم منه و يثأر ! .. متناسياً أن من ضمن صفات الله أنه ( الغفور الرحيم ) .
في بلاد المؤمنين : أن يدعي المرء الألوهية أهون من المطالبة بالحقوق ، و السبب في الحقيقة مُقنع جداً :
أنه لا تجوز معصية الحاكم ، و طالما المطالبة بالحقوق تُغضِبه فهي معصية ، لأنها إن لم تكن معصية لما غضب من الأساس ، و طالما هي معصية إذاً الله سيغضب هنا و يُهلِِك العاصي بسّقر ! ، بينما لو أن أحد المواطنون إدعى الألوهية فلن يغضب إلا الله و الحاكم لن يهتم .. و بهذا يكون إدعاء الألوهية أهون .
في بلاد المؤمنين : يُعرف ( ولي الأمر ) أنه : كل شخص استلم منصبً ، إبتداءً بالأب و إنتهاءً بالحاكم الفرد ، و ما بينهما مليون ولي أمر يجلدون ظهور العامة كل يوم " صباح مساء " ، و ليس أمامهم إلا الرضى لأن مجرد الشكوى تُغضب الله من فوق سبع سموات بذنب أن الشاكي يعترض هنا !
في بلاد المؤمنين : قد جرى عقد النكاح بين السياسة و الدين بميثاقٍ غليظ ، لذلك من سابع المستحيلات أن يجري الطلاق بينهما و إن كان الثمن كل الشعب .. لهذا نجد رجل الدين يُحرم المظاهرات ،  و رجل السياسة يمنع مناقشة العلماء .
في بلاد المؤمنين : السياسة تدار بالهمس و في الغرف المغلقة ، لأن المجتمع دائماً جاهل و الأفضل له أن يُغيب ، و أن لا يقرر مصيره ، و أن يكون غده في حكم الغيب فهل يجوز إستشفاف الغيب ؟ 
إن أي مشاركة في القرار هنا هي من كبائر الذنوب !
في بلاد المؤمنين : المال ليس للمجتمع إنما للقيمين عليه ، المتحكمين بأمره .. إن شائوا أعطوا الشعب و إن شائوا منعوه .. وليس أمام المجتمع إلا تقديم أسمى آيات الشكر و العرفان على اللمم الذي يُقذف به إليهم من على موائد الأغنياء .
إن الوطن العربي يا سادة ليس أكثر من مزرعة ، المواطن فيها مملوك و مالك ، المملوك خادم و المالك هو ظل الله في الأرض .. لهذا فمن الطبيعي جداً أن الله لن يلتفت إلى المواطن عند تقسيم الأرزاق إلا كصدقات يتبرع بها الأغنياء على عموم الشعب .
لهذا أيضاً يكون المواطن أمام فِعل الصدقة في محل مفعولاً به لا فاعل !
في بلاد المؤمنين: ( العدل ، الحرية ، المساواة ) شعارات شيطانية قد ذكرها القرآن الكريم من باب التحذير {لأغوينهم أجمعين} ، بمعنى أن الشيطان يغوي الإنسان بشعارات ظاهرها الجمال و باطنها الكفر و العياذ بالله
العدل : أن يسكن المترفين في قصوراً فارهة ، و ليس للمواطن حتى بيت شعر يأويه ، فمعاليه قد إعتاد على أن يكون له في كل شارعٍ قصر و مماليك .. من الظلم أن يستغني سعادته عن جزء من رفاهياته من أجل توفير أدنى حقوق المواطن .
الحرية : هي شيء خبيث ، فعن طريقها من الممكن أن تتحول لحوم العلماء المسمومة إلى لحومً منزوعة السم ، و أن يقول المواطن ما شاء في حق من أخطأ حينها سيعم الخراب الأرض .
المساواة : معنى إذا ما طـُبِق صدقاً فسيشعر المترفين بالقهر ، شعوراً مرده إلى عدم إستساغة رؤيتهم لذواتهم كبشر .
----------   ----------   ----------   ----------
قال لي وهو مخمور : أذكر لي أبرز الأخلاق في بلاد المؤمنين ؟
قلت : ( الكرم ، العفو عند المقدرة ، الضيافة ، الشجاعة ، الإقدام ، الوعي ، النباهة ، الفهلوة ) .. و كمثال فقط فنحن نعلم كيف ستبدأ المؤامرات و إلى أين ستنتهي ، قبل أن تخطر في عقول من يخططون لها ! 
قال و قد صحى من سكرته : هل أنت غبي ! ، لعنة الله عليك وعلى كل أنواع التدليس ... إنك و قومك لستم سوى أقزامً منافقون ، نصفكم يحيى على المظاهر ، و النصف الآخر بمعية الشيطان يحيى .
اسمع مني و أنا الذي قد غيب عقله الخمر : إن الله ليس أداة في أيدي قومك ، فهو لا و لن يرضى أن يُذكر إسمه في بلاد من العار أن تلتصق بالإسلام .. لم يعد عندكم من خلق إلا خُلقً وحيده حقير مبداؤه ( نفسي نفسي و من خلفي الطوفان ) الكل يتآمر على الكل ، و القوي يأكل الضعيف ، و القانون لا يحمي المغفلين و دائماً مغفليكم  الجميع ما عدا المترفين !
إن قانونكم الذي لا يحمي المغفلين ، كثيراً ما تنازل إن كان المغفل من المترفين ، لهذا عندما يتعرض المواطن الحقير مسبقاً للسرقة فلن يجد من الأمن إلا تعنيفاً له بعبارة ( الحرص واجب يا غبي ) .. بينما لو أن الذي تعرض للسرقة مُغفل من المترفين فوراً ستتحرك كتائب الأمن لإلقاء القبض على أول مغفل في الطريق و سيُقِر بالذنب عن طيب خاطر .
هذه ملامح بلاد المؤمنين !
----------   ----------   ----------   ----------
في بلاد المؤمنين: نوعين من الكائنات لا ثالث لهما ، ليس بينهما إنسان . 
في بلاد المؤمنين: يتم إفتتاح مستشفى أو بناء جامعة بحفلاً بهيج تتناقله الصحف كأنه نصراً من الحكومة رشيد ، و بعد إنتهاء الحفل تتحول المستشفى إلى دار عزاء و الجامعة إلى منار جهل ثم يُلقى باللوم على ذنوب المواطنين! 
في بلاد المؤمنين: الله و السلطان و جهان لعملة واحدة ، و الشيطان يضحك من قريب . 
في بلاد المؤمنين: يُقسمون لك بالله أن كل القضاة من أهل الجنة ، و لا أحد يعلم من أين سيخرج قاضيا النار. 
في بلاد المؤمنين: العدل و الحرية و المساواة شعارات تذهب بمعتنقها إلى جهنم كمستقر ، بعد أن يُعدم بالخنق و الإغتصاب .
----------   ----------   ----------   ----------
قاطعني صاحبي و هو يسأل : ما هذا الذي في يدك ! ، ما نوع الخمر الذي تشربه ؟
قلت : قد أصبح الكأس في دمي و من دمي ، أرتشفه طلباً لنسيان همي ، فهذا الوطن ليس وطني الذي أعرفه ، الله فيه يُناصر المُستبد ، و العدل من الغباء .. فلا تسألني ماذا أشرب إنما اسألني تشرب نُخب من ؟ 
قال : نُخب من إذاً ؟
قلت : نُخب التعاسة ، كشعار عُلِق على مداخل الوطن .. نُخب الظُلم الذي سرى كالطوفان على هذه الأرض ، نُخب كل من تبحث لها عن عمل فتُتهم بأنها عاهرة . 
قال مُشفقاً : يبدوا لي أن قلبك متعلقاً بالإيمان ، فهلّا حللت الخمر أولاً قبل أن ترتشف ؟
قلت مستغرباً : أيُ خمر ! ، إن ما بين يدي ليس أكثر من كوب ماء ، فأنا لا أحتاج لكي أسكر إلى أكثر من كأس ماء .. معاذ الله أن أسكر بالحرام و أنا الذي يُسكِر عقله كل يوم أولاد الحرام .

---

من الخليج إلى المُحيط

ثقافة العرب واحدة .. إلى الحضيض حتى  إشعاراً أخر

سؤال منطقي لحد يكفرني


هذا الموضوع هو تفاعل مع هاشتاق/وسم ( #سؤال_منطقي_لحد_يكفرني )

و أجمل وصف قيل في هذا الهاشتاق ، كتبه الأستاذ/ البراء العوهلي، قال فيه : 
[ قبل أسبوع .. انطلق في تويتر هاشتاق أعتقد أنه من أهم الهاشتاقات التي مرت في  تاريخ تويتر السعودي أو العربي.. كان اسم الهاشتاق ( #سؤال_منطقي_لحد_يكفرني ) وما إن انطلق الهاشتاق حتى تفجر بتغريدات كثيرة وتفاعل هائل وغير متوقع ! يمكن اعتبار هذا الهاشتاق من الهاشتاقات التاريخية في تويتر والذي يمكن أن يكون مادة خصبة للمتخصصين والباحثين في الدين والفلسفة والمجتمع وعلم النفس ! 
كنت سابقاً أظن أنني مستوعب لحجم ظاهرة الشك والتساؤل واللادينية والإلحاد ولكن ما شاهدته وقرأته في هذا الهاشتاق أذهلني ، وأكد لي أن حجم هذه الظاهرة أكبر مما كنت أتوقعه، وأنها آخذة في الازدياد وبشكل عشوائي وغير منهجي ]

و هنا أضع إسهامي في هذا الهاشتاق ، مجرد تفاعل معه ، أو يمكن وصف الأمر بأنني أفكر من ضمن من يفكر لكن بشكل مقروء ، و السبب الأخر أن الكتابة عندي متعة أستخدمها لحفظ ما أفكر فيه حتى أعود إليه :) 




اضغط على الرابط لفتح الملف بشكل مستقل ،،،،، وشكراً


 

معادلات رياضية في الفساد



كلنا درسنا و تعلمنا أن (1 + 1 = 2) و هذه المعادلة كقانون رياضي صحيحة، لكنها بمبدأ الفساد خاطئة جداً .. لأن بمبدأ الفساد نجد أن (1 + 1 = 1)! 
فالفساد يخلق مجتمعً متفكك، الأفراد فيه يتصارعون على القليل، و من هنا تنشأ عبارة "نفسي نفسي"، بالتالي و منطقياً سيكون (مواطن + مواطن = مواطن) وليس مواطنين إثنين!، لأن كل مواطن في المجتمع الواقع تحت الفساد لن يبحث إلا عن مصلحته هو، فإذا ما إجتمع مواطن مع مواطن أخر فأحدهما حتماً سيمارس عملية إقصاءً للأخر حتى يستأثر باللمم الذي خلفه الفساد!
إذاً لنتفق أن (1 + 1 = 1)
----------
أيضاً كمبدأ رياضي (1 = 1) ولا يمكن أن يساوي أكثر من ذلك أو أقل
لكن بمبدأ الفساد فإن العدد (1) أبداً لا يساوي (1) فهو دائماً يكون أقل من نفسه أو أكثر
للتوضيح ،،
أولاً: 1 أكبر من1
عندما تستأثر طبقة في المجتمع بالأموال و المناصب و التجارة ووو ، سيكون الفرد الواحد في تلك الطبقة أكبر من العدد (1) لأنه في هذه الحالة لن يتساوى أبداً مع المواطن الفرد إنما سيكون أكبر منه في كل الأحوال، بالتالي سنجد أن الـ (1) من تلك الطبقة الفاسدة سيساوي (2 أو 10 ، 1000 ... إلخ) المهم أنه لن يُساوي (1)
و بمبدأ التدرج في الإستئثار بالخيرات ستزداد قيمة ذلك الفرد من الطبقة المخملية بزيادة مكانته، فمدير إدارة سيساوي مواطنين إثنين، و مديره الأعلى سيساوي أربع مواطنين، و هكذا حتى نصل إلى الوزير لنجده يساوي 1000 مواطن، ثم صاحب فضيلة ليساوي 10،000 مواطن، و هكذا نستمر تصاعدياً حتى نجد الأمير يتساوى مع العدد الإجمالي للمواطني

ثانياً: 1 أصغر من 1 .. أو 1 يساوي 0
لنفهم هذه المعادلة علينا أن ننظر إلى ما يحققه الفساد في المجتمع .
حسناً إنه يخلق مواطن أضعف من أن يكون له صوت في مجتمعه، أو أن يكون له دور في الوطن ، بالتالي فمن الطبيعي أن يتساوى هذا المواطن مع العدد (0) ثم يتدرج قليلاً بحسب ما يتلقفه من فتافيت إلى ما تحت الواحد بقليل ، فقد يساوي (ربع أو ثمن أو نصف أو ثلاثة أرباع الواحد) لكنه لن يصل إلى أن تكون له قيمة معتبرة، أو ليس مسموحاً له أن يكون مواطن.
ثالثاً: 1 أصغر من الصفر
هذه الحالة تتجلى عندما يحاول المواطن الفرد أن يطالب بشيء من حقوقه، هنا سيبدأ الفاسد بالربط بين حقوق هذا المواطن و بين الأصفار في رصيد حسابه في البنك، ليصل إلى نتيجة مفادها: أن حصول هذا المواطن على شيء من حقوقه سيعني خفض عدد الأصفار في رصيدي! 
طبعاً القيمة الأكبر هنا كما هو واضح ستكون لصالح الصفر، و هذا سيجعل قيمة المواطن الفعلية أصغر من الصفر
----------
 والأن .. تعالوا نحسب صح ،،، 
لو افترضنا أن برميل النفط = 80 دولار
و أن صادرات المملكة من النفط = 5,000,000 (خمسة مليون برميل يومياً)
5,000,000 × 80 = 400,000,000 (أربعمائة مليون دولار يومياً)
400,000,000 × 30 = 12,000,000,000 (إثناعشر مليار دولار شهرياً)
12,000,000,000 × 12 = 144,000,000,000 (مائة و أربعة و أربعون مليار سنوياً)
144,000,000,000 × 3,75 = 540,000,000,000 (خمسمائة و أربعون مليار ريال) 
و الأن لو حسبناها تنازلياً سنجد أن الدخل في الثانية = 17,361
المبلغ الفعلي = 17361 × 2 = 34,722 في الثانية
ملاحظة 1: حبيت أحط الميزانية بناءً على إفتراض أن الإنتاج اليومي هو خمسة مليون برميل، لأن العدد الحقيقي لو كتبته سينتج أصفاراً إلى أن تخرج عن الموضوع
ملاحظة 2: أن تلك الحسابات قد تصيب و قد تخطيء، لكن الشيء الذي لا يقبل الخطأ في تلك المعادلات أن المواطن حتماً و لابد أن يرفع شعاره الشهري (عندك سلف)
-----
على الجانب الأخر، و بحسابات أقل تعقيداً
(ر – م – ض = ت)
حيث أن:
ر = أدنى حد للرواتب = 3000 
م = إيجار منزل = 1000
ض = مقاضي للبيت = 500 
ت = تحت خط الفقر
إذاً: لو افترضنا أن المواطن يتحصل على راتب (3000 ريال) في الشهر سيكون لدينا:
(3000 – 1000 – 500 = 1500)
و بإعتبار أن (3000 ريال) تجعل المواطن يقف تمامً على خط الفقر، سنجد أنه بعد أن يدفع إيجار المنزل و يؤمن مستلزمات ضرورية للبيت "فقط" سيكون قد نزل عن خط الفقر بمبلغ (1500 ريال) 
النتيجة الحتمية في حال أراد الإقتراب قليلاً من خط الفقر مرة أخرى سيحتاج إلى مبلغ إضافي، حينها لن يجد بداً من الدين أو السرقة
و هذا يقود إلى أن تدني الأجور إلى هذا الحد سيقسم المجتمع إلى نصفين، نصفً مديون و النصف الأخر لصوص!
-----
عموماً  ،،،
هنالك حالة أخرى كما أسلفت .. حيث أن (الصفر) أكبر من الـ (1) 
عن طريق المعادلة : (ر – م – ض = ق)
حيث أن:
ر = راتب = صفر
م = إيجار منزل = 1000 
ض = مقاضي = 500
ق = قنبلة موقوته
إذاً : (صفر – 1000 – 500 = 1500-)
ماذا تعني (1500-) ؟ .. تعني أن المواطن في حاجة إلى دفع إيجار للمنزل، في حاجة إلى تأمين مقاضي للمنزل ، فإن كان دخله الشهري يساوي صفر "عاطل عن العمل" فنحن إذاً نضع في المجتمع قنبلة موقوته قابلة للإنفجار في أي لحظة، لأن هذا الفرد العاطل عن العمل و الذي اليس لديه ما يخسره، فأصلاً هو قيمته في وطنه أقل من الصفر، و الحياة تتطلب ، فما الذي سيخسره هنا؟
لكن الوطن حتماً سيخسره!
-----
معادلات (آللهم لا حسد (
قلت سابقاً أن (1 أكبر من 1) .. لزيادة التوضيح: إن افترضنا أن أدنى حد للرواتب = 3000 ريال ، إذاً ستكون قيمة المواطن = 3000 ريال في الشهر
وحسب "أرابيان بيزنس" mz-mz.net/91631/ 
سنجد مثلاً أن "محمد عبداللطيف جميل" بلغت ثروته خمسة مليار ، إذاً بقسمة ثروته على أدنى حد للرواتب سنجد أنه كفرد = 1,666,666 مواطن
لا أقصد أبداً أنه "محمد عبداللطيف جميل" فاسد أو شيء من هذا القبيل، لكن من الظلم أن يكون في الوطن هذا التباين و الفرق الشاسع بين مواطن و مواطن!
طبعاً و حسب الموقع، هنالك "مواطن" بلغت ثروته أكثر من الخمسة و عشرون مليار، و مواطن أخر بلغت ثروته ثلاثة عشر مليار (آللهم لا حسد)
لكن هذا الفرق بين المواطن و المواطن سيخلق من المشاكل ما سيعجز الوطن عن إيجاد حلولاً لها!
-----
 ختاماً ،،
بعيداً الحسابات و الحسد، فحتى إن استعنا بأكثر الأجهزة الحاسوبية تعقيداً لن نصل إلى نتيجة منطقية لما سببه الفساد هنا
لسببين لا ثالث لهما :
الأول: أن المال في هذه البلاد يجرى كالنهر في الصحراء، لكنه صادف عقولاً تيبست من الجشع و الأطماع، حتى أخذت تلك تبني السدود حول هذا النهر لمنع جريانه على باقي الوطن .. رغم أنه يكفي الجميع!
الثاني: أن الفساد هنا تغلغل بعيداً جداً في داخل المؤسسات، حتى أصبح هو أحد أدوات العمل المؤسساتي!
وقفة ،،،
كافر إبن كافر بل و يُخلد في النار من سيقول أن (1 + 1 = 2) ، فالأقرب للإيمان (عشرون مليون مواطن = صفر أو صفر على الشمال بمعنى أصح)