فضيلة الصمت



أكثر الكائنات المليئة بالحياة ولكن في صمت هي الأسماك ، بدون إزعاج هي تمنح الناظر إليها مساحة حرة من التفكير ، وتأخذ به إلى جمال الحياة وإلى عالم جميل من الهدؤ ، كل هذا دون أن تنطق بكلمة ولا تصدر صوتاً
تكسر رتابة البيت وتريح النفس وتملء المكان بالحياة ، كل هذا في هدوء ! . فسبحان الذي أعطاها قوة الصمت

بكثرة الصمت تكون الهيبة ( علي بن أبي طالب )
ونحن للأسف لم تعد لنا تلك الهيبة ، لأننا لم نتعلم فن الصمت ، فجميعنا نتحدث بلا كلل ، بلا ملل ، وأحياناً بلا هدف . نسينا في زحمة هذه الكلمات أن الصمت هو الفضيلة و أن الحديث غواية
عندما تتحدث مجموعة من الناس فإن أحكمهم من يستمع في صمت.لأنه سيرى الصورة كاملة ثم ومن خلالها يحكم
بينما البقية مشغولون بالحديث عن الموضوع ولا ينتبهون إلى أن الحديث والصوت المرتفع يـُـشتت إنتباههم


الخشوع في الصمت
دائماً الإنسان لا يستطيع التأمل سوى في الصمت ، لا يستطيع التفكر سوى في الصمت ، ولن يخشع عندما يكون الجو صاخب ، فهذه طبيعة الصمت ، أنه وقاراً وفيه خشوع ، وباب للتأمل .
وأغلب الشعراء ، الأدباء ، المفكرون ، العلماء . يتسمرون في شهوراَ من الصمت ثم يخرجون للعالم بالإبداع
إن الصمت يا سيدي فضيلة متى ما أتقنتها ستحقق ما تريد

فاصلة ،،،
* الصمت عند المحب عشق ، و عند الحاقد كره
* الصمت عند العالم تفكير ، وعند الجاهل بلادة
* الصمت عند الفيلسوف جنون ـ وعند المجنون فراغ
* الصمت عند الفقير رضى ، وعند الغني زيادة
* الصمت عند العابد عبادة ، و عند الفاجر معصية
* الصمت في حرم الجمال ، خشوع .

رسالة ،،،
إلى معاشر المتحدثين الساخطين الغاضبين الصارخين المكفهرين ، إلى الإعلاميين والصحفيين و الكـُتاب و المدونين ، إلى كل صاحب صحيفة إلكترونية أو منتدى أو مدونة ، إلى كل من ملء الدنيا ضجيجاً وبكاء . و أنا معكم
هدوء ، هدوء ، لقد تهتم في زحمة أصواتكم وعلا صياحكم و ملئتم الدنيا ضجيجاً ، وبات لزاماً خفض صوتكم و إراحت الوطن من نياحكم فأستمسكوا بالصمت سلاحاً
وإذا ما أردتمونا أن نسمعكم فسنسمعكم في صمت وعندها ستصلنا الرسالة بشكل أعمق

يا سادة يا هؤلاء ، يا ( أنا ) : إن الصمت فضيلة والهدوء غاية والخشوع في السكون ، ألتزموا الصمت رجاءً لأن الصمت أبلغ وقعاً من كل ما يـُـقال

تجلي مريم العذراء .. في نجد



وأخبر بيت داود وقيل له : « قد حلت أرام في أفرايم » فرجف قلبه وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الريح

المهم

توطئه أولى .. العقلية السعودية :
البعض هنا يفهم يفكر يناقش يتحرك ، وفق مجموعة من المفاهيم والإعتقادات الثابته التي هي دائماً جاهزة ومستعدة لإصدار الأحكام المسبقة بعيداً عن التحليل والإستنتاج .
و في الغالب فإن الإنفعال لديها هو سيد الموقف ، والتشنج للرأي السائد هو الحكم و ذلك لأن هنالك أراء وأفكار ومعتقدات و عادات و تقاليد تلغي إستقلاليتهم .
دائماً إن جاء فكراً مخالف ودخل على أولئك البعض سيقابل بزمجرة ونظرات غضب .، لماذا ؟ ، لأن لهم عقلية تنظر بعين الريبة والشك قبل عين العقل و الإنصاف .
فأنت أيها المخالف أمامهم لن تخرج عن أحد هذه الأوصاف " خارجي ، زنديق ، علماني ، عميل  ، تغريبي ، تسعى لهدم ثوابت الإسلام ، داعي للفجور ، فاسق ، من دعاة جهنم ..... إلخ " أو بالنسبة للطرف الأخر فأنت " منغلق ، ظلامي ، رجعي ، جامد ، والتهمة الأجمل ( إسلامي :) .. ) .. هي قائمة طويلة من الإتهامات لا تنتهي !

هؤلاء لديهم ،،،
المرأة : كائنً قابل للفساد آيل للسقوط في أي لحظة ، أو قابل للمساومة مستعداً للنهش في أي لحظة .
الدين : لا يتخطى الحدود السعودية و إن تخطاها فهو الكفر البواح ، أو أنه مرن جداً لدرجة أن يقبل كل أنواع السقوط .
الإصلاح : مؤامرة ماسونية لهدم هذه الأسرة المتماسكة ، أو إنه فعلاً مأساوياً لا يجوز الحديث عنه .
الحرية ، الديمقراطية : أفكاراً وافدة ، أو أفكاراً يجب الأخذ بها دون تمحيص .

وهكذا تستمر الهوامش وتندثر الحقيقة .

توطئة ثانية .. العقلية السعودية ، كلاكيت ثاني مرة :
أيضاً البعض هذا المجتمع مثله مثل أي مجتمع فيه ثلاث أقسام للعقليات ، طرفين وخيط بينهما ، أو طرف في أقسى اليمين و طرف في أقسى الشمال وفي المنتصف يسكن أغلب المجتمع .
هذا يـُكفر ذلك ، ذلك يكفـُر بمعتقدات هذا ، وعامة الشعب تغدوا و تروح وهي حانية رأسها تجنباً للتراشق .
لكن إلى أي الطرفين يميل المجتمع ؟
كجواب على هذا السؤال ، لنفترض إفتراضاً أن صارخاً وقف يصرخ " في بيتنا شيعي " سيـُجيب المجتمع نداء الإستغاثة بـ " الملعون يـُـريد نشر شركياته هنا ! ، عليه وعلى مذهبه من الله كل اللعنات " ، ثم لن تجد في المجتمع من يتسآئل " ربما ذلك الشيعي عابر سبيل ، أو يجوز أنه إنسان له حقوق " .
ومن سيتسأل حينها يعلم قبل أن يطرح سؤاله أن تقسيمات عقليات المجتمع كلها ستتحد لتـُـلقي به في أقصى اليسار!

توطئة ثالثة .. العقلية السعودية ، كلاكيت ثالث مرة :
عندما تكون الفكرة السائدة عند البعض أن التاريخ كان ينتظر ولادنه بفارغ الصبر ، وأن الله بارك التاريخ لوجوده فيه فأعلم رعاك المولى أنك أمام عقلية لا تـُـفكر و إنما تتلقى فقط ، أو يـُلقى إليها بما يـُـلقى .
لأنها عقلية تطوف دائماً على الحواف وتخشى على دينها من التعمق في الفكرة ، أو تخشى على عقلها من الدين للأسف ! فلو قدر الله وإنقرضت هذه العقلية ، سنكتشف أنها لم تنتج ما تساهم به في فلك الحضارة و التطور ، حتى لو بكتاب عابر ! ، بل حتى لو كتيب يمكن أن يعتد به .

**************************

من زاوية أخرى .. مجرد خيال :
نحن في هذا المجتمع وبوجود تلك العقليات وبكل جدارتها في الإقصاء ، لو إفترضنا مجرد إفتراض أن محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن خاتم الأنبياء ، وأن زماننا هذا زمان نبي جديد .
ولنتعمق أكثر في الخيال ونقول أن عيسى لم يولد بعد ومقدراً له أن يولد بعد محمد - عليهما السلام -
لنفترض أن مريم إبنة عمران إمرأة سعودية ، جائها المخاض فأنتبذت من أهلها مكاناً شرقياً ، ثم جائها جبريل متمثلاُ لها بشراً سويا ، فأستعادت بالله منه ، فقال لها إنما جئت لأهبك غلاما زكيا رحمة للناس
فحلمته تسعة أشهر ثم جائت إلينا في هذا الزمان وبعقلياتنا نفسها تحمل بين يديها طفلها
فهل سيقولون لها : يا مريم لقد جئت أمراً فريا ! ، ما كان أبوك إمرأ سوء وما كانت أمك بغيا
أم سيولون : يا مريم لقد جئت أمراً فريا ، إن أبوك إمرأ سوء ، ثم إن أمك بغيا - وأستغفر الله -

**************************

اليهود عادوا عيسى إبن مريم وعادوا أمه العذراء لأن عقلياتهم تفهم ، تفكر ، تناقش ، تتحرك . وفق مجموعة من المفاهيم و الإعتقادات الثابتة لديها .
وهم دائماً جاهزون لإصدار الأحكام المسبقة ، والإنفعال هو السيد في تصرفاتهم ، والتشنج لرأيهم هو دائماً الحكم
كانوا يعتقدون " اليهود " أن من ـُخالفتهم ستـُخرج المُخالف من دينهم بالضرورة ،أي أنه فاسق ، من دعاة جهنم ، يسعى لهدم ثوابت اليهودية ، و بتلك العقلية واجهوا عيسى و أمه ، فأكثروا في حقهما الإتهامات !
كان اليهود يـُـؤمنون تمامً " ومازالوا " بأنهم شعب الله المختار ، وأن التاريخ إنتظر إنبعاثهم بفارغ الصبر ، وأن بقية الأمم أقل منهم شأناً
ولأن اليهود في ذلك الزمان كانت عقليتهم بتلك الصفات نظروا لمريم إبنة عمران بعين الريبة والشك ، وبكل زمجرة و غضب قالوا : يا مريم لقد جئت أمراً فريا ! ، ما كان أبوك إمرأ سوء وما كانت أمك بغيا


ربما من حكمة الله أنه ختم بالنبي محمد - عليه الصلاة و السلام - أمر النبوة .


((( هذا الموضوع لا أقصد به تعميم ما فيه من مفاهيم على كل أفراد المجتمع ، ولا على فئة دون الأخرى إنما عن فئات من المجتمع متطرفة وتشوه الواقع )))

أيها الكافر، قـم فـآذن



---------- صيدلية الروح ----------
عندما نقف مع أنفسنا سنرى حياتنا تفيض غماً وهما ، قلقاً و أرقاً ، تشتتاً وتشوهاً .
جسدياً .. فكرياً .. حتى روحياً
---------- صيدلية الروح ----------

أوشوا : لتكن رحلتنا سلسلة متصلة ، متواصلة مع محيط الوجود اللامحدود ، مع كل نفس ، وكل حياة ، لتغدو حياتنا أكثر تناغماً وتوازنا بين اللعب و العمل ، التوتر و التحرر ، المسؤولية و الحرية

حرية الاختلاف لا حرية التعدي :
الاختلاف سنة كونية حتى الصراع والتنافس ودفع الناس بعضهم بعضا أمر فطري ومطلب لإعمار الأرض ، فالله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتآلف ويكمل بعضنا بعضا ، أما فيما يتعلق بالعقائد فالمبدأ القرآني يؤسس للحرية العقائدية { لكم دينكم ولي دين } وهو مبدأ يضمن استمرار التعايش بين الناس حتى مع اختلافهم في العقيدة
جميع البشر مستخلفون في هذه الأرض وعليهم تقع مسؤولية إعمارها ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتعاونهم والتعايش مع بعضهم بعضا على الرغم من هذا التباين العقائدي

حِكم .. جميلة .. ولكن من يعي :
* الاختلاف لا يفسد للود قضية
* إختلافي لا يعني خلافي معك
* اختلف معاك ولكن احترم وجهة نظر
لقد رفض ابن تيمية ما انتهجه بعض المنتسبين إلى السنة هؤلاء الذين لا يتلزمون بمنهج العلم والعدل أمام مخالفيهم فسماهم " المتسننة " وهم الذين ( قابلوا باطلا بباطل، وردوا بدعة ببدعة ) ، وأوضح أن مثل هذا النهج يثير الفساد ولا ينصر الحق ، فقال ( لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ، وإلا فسيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم  )

قصة .. جميلة .. لمن يفهم
أحد أئمة المذاهب الأربعة وقف بعد الصلاة وصلى ركعتين فجائة شخص وأمره أن يزيدها أربع ، فقام الإمام وصلى ثم أنكر طلابه هذا وقالوا إن في مذهبك لا يصح الزيادة عن ركعتين بعد الصلاة ، فرد الإمام : " وهل خالفت الإسلام ؟ "

---------------------------------

في كبِد الحياه ، عندَ قلب الوجود ، على مُنحنيات الخريّطه ، وفوقَ تضاريس المجَره . وبصوتِ الواقع ، وعينُ الحقيقه تجاذبنا أطرافِ الحديث ، تَبادلنا حكاياتُ الطريق .
قلتُ وقالَ رغم ما بيننا من مسافات ، وكم تفصلنا المتاهات . أصولنا متشابهه فروعنا مختلفه ، لي مقاييس تمُيزني وله معايير تخُصه ، أنا هُناك حيثُ الشمال وهو في أقاصي الجنوب . بيننا أشواطٍ وأشواط ، وحولنا أميال وأميال
ولكِن الوجود بدوني ناقص ، والكون بدونه غير مكتمل ، فلولاي ما نجحت حياه ولولاه ما أستمرت حياه . إذاً كم أنا أحتاجُه وكم هو يحتاجني . فلـ نـُعلنها معاً ، لـ نـُسمِعها للزمن ، أنني و أنت كلانا يُكمل الآخر .
لأن البشر بإيمانهم وكفرهم تحتاجهم الحياة ، والليل و النهار كِلاهما يُكمل الآخر لتستمر الحياة

---------------------------------

لنبداء الموضوع ،،،
عندما ذهبت لأحد البلدان وقفت في الطريق تائهاَ
فأستوقفت رجلاً ماراً وسألته أين الطريق " ولا يهم الوجهة " فالأهم الوصف
قال الرجل : إذهب من هذا الشارع حتى تصل إلى نهايته ستجد على يمينك مسجداً وعلى يسارك كنيسة وستصل إلى مبتغاك بعد الكنيسة بأربع محلات
شكرته وما إن وصلت إلى نهاية الشارع حتى أنساني جمال الإختلاف غايتي
في تلك اللحظة تمنيت أنني ملكاً أو صاحب سلطة أو رجلاً له أتباع ، وأول قرار سأتخذه في وطني تكفير من قال أن الإختلاف حرام
لكنني لست أياً من هؤلاء ولا صوت لي يُسمع ، وما أنا سوى إنساناً كئيب أكره السوق الذي تكون بضاعته في كل المحلات نفسها ، أكره المطعم الذي لا يُقدم سوى وجبة واحدة ملحها زائد
لذلك أستغرب جداً عندما أجد سعودي يتحدث في الإعلام عن رأيه حول قضية ما ، فقد إعتدت أن المواطن لا يستطيع أن يتبين له رأي ، فدائماً هنا بل ربما هو شبه إجماع أن يكون رأي الجميع واحد( شعوري شعور أي مواطن سعودي )
فكيف يخرج الرأي المخالف عندما تعرض جميع المحلات صنف واحد أو أن تطهو جميع المطاعم وجبة واحدة
كيف بالله يفكر الإنسان وهو لم يقراء في حياته سوى كتاب واحد ثم يعيده فوق الرف ، ثم يتلقفه في اليوم التالي ليقرأه ، إلى متى ؟

إن الإنسان عبارة عن جسد و روح و عقل
الإنسان روح و الجسد مركبه و العقل فقط مجداف ، وبهذا سيصل إلى بر الأمان ، ونحن في هذا الوطن أجسادنا هزيلة حينما إبتعدنا بها عن الملهيات وإكتفينا بالأماني أن نلهو بعد الممات !
أرواحنا حزينة لأننا لا نطعمها سوى من نفس الطبخة ودائماً بنفس الوصفة
عقولنا جائعة فلا إختلاف هنا يُغديها
ثم بعد هذا نسأل الله أن نصل سالمين إلى بر الأمان ! ، فهل سنصل ؟

حينما يتسرب الماء إلى المركب ، ويُكسر المجذاف ولا يقوى المُجذف على التجذيف فأين سنصل ؟ سوى إلى القاع !

أيها الكافر قم فأذن
أنا مسلم .. مؤمن .. موحد .. وفقط . أشياء كثيرة أجدها في من يُخالف مثيرة للغثيان بكل صراحة
أختلف مع الصوفي حينما يتعلق بالأوهام ومن ثم يدور في حلقات لا جدوى منها .
أختلف مع الشيعي حينما يضرب نفسه كالمجنون بحثاً عن التطهير .
أختلف مع العلماني حينما يتخذ من العلم إلاهاً وأراه منطقاً غريب لا أستسيغه .
أختلف مع الملحد حينما أراه يُفني عمره بحثاً عن الله فقط ليكفر به ! .
أختلف مع الليبرالي حينما لا يبحث في زوايا الحرية سوى عن الشهوة .
لكنني لا أختلف مع من يوافقني في الدين و المذهب والعقيدة ، بل أكره فيه موافقته لي فقط لأنه لم يجد بضاعة أخرى أمامه
نحن يا سادة كفرنا الصوفي ، الشيعي ، العلماني ، الليبرالي ، وغيرهم
ألقينا على الكل تهم الإلحاد و الكفر و العمالة لإبليس ثم إستفردنا بالسوق و إحتكرناه ، ثم إنا لم نعرض فيه سوى بضاعتنا ، ثم وللأسف لم ننتبه إلى أن من يدخل السوق ليس أمامه أي إختيار
والكافر في هذا الوطن لم يبني صنماً ليعتكف أمامه ولم يدعي أنه وجد إلاهاً أخر غير ما نعبد بل حتى إنه لم يقل أن صلاة الفجر ثلاث ركعات ، فكيف وأين وجدناه قد كفر ؟ ، لا أدري
لكني أعلم أنه على كفره إن لم يؤذن في الناس فستسحيل الحياة
فالكفر و الإيمان كالليل و النهار إختفاء أحدهما توهان لمعالم الحياة

لنعترف بأن مجتمعنا كله مُسيطراً عليه من قبل أشخاص يتحدثون بطلاقة ، ألفاظهم رنانة ، و يعرفون كيف يتلاعبون بالكلمات و العبارات ، ثم لا شيء أبعد من ذلك !
إنها مجرد لعبة قد تعلموها جيداً فكسبوا منها المال و السلطة و الإحترام في كل مجال حتى غذا العقل محشواً بكم هائل من السخافات و الترهات

إقطع الطريق على نفسك .. وتحرر


* عقلك .. ملكك أنت .. فلا تُسلمه لأحد
* الفرق بينك و بين باقي الكائنات أنك مخلوقاً حر بتفكيره ، بوعيه ، بطموحه . فلا تذهب إلى الإستعباد بقدميك
* لا تسير خلف أي عالم أو مثقف أو شيخ أو فيلسوف ، بل إقراء وإستمع للكل ولجميع الأطياف ثم حكم عقلك بكل حيادية
* أنت تستطيع أن تـُفكر بعيداً عن الوسطاء ، تحرر من كل القيود التي تـُعيدك للخلف ، أو تلك التي تربطك بالوهم
* مزق كل سلاسل محتكري الحقيقة الذين يـُحيطون بك وأنظر إلى جميع الألوان في اللوحة حينها سترى الجمال

**********

قـُطاع الطرق يـُحيطون بك من كل إتجاه ، عن يمينك ، عن شمالك ، من فوقك ، من تحتك ، في داخلك ، في الهواء الذي تستنشقه ، في عقلك . هم كثيرون نعم لكنهم أوهام ، هم مخيفون لكنهم هباء .
تستطيع أن تـُحلق بأفكارك عالياً جداً وهنالك فقط لن تراهم لأنهم لا شيء من الأساس .
قطاع الطرق ليسوا أشخاص ولا أحزاب أو جماعات لا ولا أتباع مذهب أو عقيدة ، قطاع الطرق يا سيدي على كثرتهم إلا أنهم مجرد فكرة أنت مؤمن بها تستطيع بكل سهولة أن تمحيها من داخلك ، فأمحيها لتحلق عالياً ، عالياً جداً .
هل ترى هذا السواد في الأرض ؟ ، هؤلاء هم قطاع الطرق الذين أوهموك أنك لا تستطيع أن تكون حراً ، هؤلاء هم عاداتك ، تقاليدك ، أعرافك ، خوفك ، والكثير من ذلك الحلال و الحرام الذي إعتراك فأمحيها كلها وإطلق العنان لفكرك بشكل حر
لا تحصر نفسك في زاوية الثوابت وسجن الواقع الذي تراه فقد يكون واقعك أبعد الأماكن عن الحقيقة ، فالسماء ليست زرقاء ولا تدع أحداً يلونها لك كيفما شاء ، الجنة ليست حكراً لأحد فلا تدع أحداً يضمنها لك ، حتى أنت لست نفسك قبل لحظات

* لا يوجد إنسان يمتلك الحقيقة فلا تدع أحداً يـُخبرك كيف تعيش ولماذا تعيش
* لا وجود لغيرك في هذا الكون يستطيع أن يستعبدك
* فكر بعيداً عن العادات و التقاليد و الأعراف ، ولا تدع مجالاً لشخص يأمرك بأن تفعل هذا أو لا تفعل ذاك ، عندها ستبداء برؤية الأشياء من جديد

**********

هل نستطيع أن نرى من خلال الجدران ؟ ، أم لابد من التحليق عالياً ؟
إسأل نفسك : هم يُريدونني أن أفعل و أفكر و أتصرف ، لكن أنا ماذا أريد ؟ ، ومن أعطاهم الحق أن يُريدون عني أو يُقررون لي ؟

**********

قبل البدء ،،،
أحياناً الإرتقاء بالتفكير عن الثوابت يجعلك ترى الحرام حلالاً ، فلا تجزع ، ثم إن نزع الجلد مؤلم .
(( العقل معذور في إسرافه إذ يرى نفسه واقفاً على هرم هائل من المنجزات ، و إذ يرى نفسه مانحاً للحضارة ، و إذ يرى نفسه قد اقتحم البر و البحر و الجو و الماء و ما تحت الماء . فتصور نفسه حينها بأنه القادر على كل شيء ، فأخذ يزج نفسه في كل شيء ، وينصب نفسه الحاكم على ما يعلم و ما لا يعلم ))
مصطفى محمود
فلماذا تصر أنت أن لا تُسرف في تفكيرك ؟ ، أسرف ، تطرف ، تفكر مارس التفكير بكل سادية ، كن نبياً و كن إبليس ، المهم أن لا تخاف من التفكير فالخوف هنا كفر بذاته
أنا لست واعظاً ولست حكيماً ولست نبياً ملهما !
لماذا تحتقر عقلك ؟ ، بل أنت كل هؤلاء إذا ما أردت ، وأنت الوحيد القادر على أن تتحرر ، فتحرروسترى أمامك عوالم لا متناهية كنت تخاف التفكير فيها
قد أكون عنصرياً قليلاً هنا وساوجه حديثي لشخص بعينه ، ذلك الذي يخاف من التفكير حتى آمن أن خوفه طاعة لله ، وأقول له فقط أن التفكير الحر هو الذي أراده الله لك
أراد الله لك أن تكون حراً في تفكيرك حتى و إن خرجت بهذا الفكر عن حدود الإيمان

**********

إليك هذا السر ،،،
أن فئات من الناس إجتمعوا حولك لسنين عديدة ، ثم إستطاعوا بكل خبث أن يصنعوا منك جسداً لا يُفكر خارج إطار ما إتفقوا هم عليه ، وعشت معهم ردحاً من العمر معتبراً التفكير الحر كفر
السر أن أولئك هم هم الكفرة ، عندما قيدوا تفكيرك بحواجز من صنعهم وألصقوها زوراً بالإيمان ، حواجز من حلال وحرام ، وعيب وشهامة ، وبخل وكرم ، وعادات وتقاليد ، و أعرافاً بالية ، وها أنت الأن تعتبر التفكير الحرمخالفاً لطبيعة الإنسان حتى أصبحت الحواجز التي زرعوها حولك من أصل الإيمان .

**********

خارج النص ،،،
* نوع من أنواع الولاء في المجتمعات القبلية أن يعتمد الشخص في تفكيره على اراء سادة القوم وبذلك يلغي تفكيره ليعتمد على ما يقولون
* التفكير محيطاً واسعاً لا يشاركك فيه أحداً فلماذا تتسول جرعة الماء ؟
* هنالك قاعدة أساسية إذا ما أردت أن تُفكر بحرية ، وهي أن لا تضع اي قواعد عند التفكير حتى لا تـُبني الحواجز امامك
* في طريقك ستجد الكثير من المخاوف التي ستواجهك فلا تخف ، أحياناً سترى نفسك إلاه وأحياناً ستراها شيطان فلا تخف ، أحياناً ستدخل إلى عالم عقلاني وأحياناً ستنزلق إلى الجنون فلا تخف .
* إن الخوف وحده الذي لن يُحررك
* إقراء في كل مجال ولكل إنسان ، وحبذا لو بدأت القرأة لمن قالوا لك أنهم كافرون أو ملحدون ، فأحياناً وأحياناً كثيرة جداً ستكتشف أن أعدائك كل ذنبهم أنهم أناس يُفكرون ، ثم ستكتشف أن الجاهل هو من ينتهجا نهج التكفير بديلاً للتفكير
* عند القرأة تخيل خطاً مستقيماً أمامك وأنك تسير عليه بأفكارك فنصيحتي أن لا تسير بعقلانية بل إتبع الجنون ، تحول من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فوراً دون المرور بالمنتصف ، وإذا ما تعبت عد للمنتصف
* إقراء حتى تشعر أنك قد صعدت جبلاً وأنت تقف في المنتصف ، وتشعر أن الصعود صعب وأن النزول بات أصعب