فضيلة الصمت



أكثر الكائنات المليئة بالحياة ولكن في صمت هي الأسماك ، بدون إزعاج هي تمنح الناظر إليها مساحة حرة من التفكير ، وتأخذ به إلى جمال الحياة وإلى عالم جميل من الهدؤ ، كل هذا دون أن تنطق بكلمة ولا تصدر صوتاً
تكسر رتابة البيت وتريح النفس وتملء المكان بالحياة ، كل هذا في هدوء ! . فسبحان الذي أعطاها قوة الصمت

بكثرة الصمت تكون الهيبة ( علي بن أبي طالب )
ونحن للأسف لم تعد لنا تلك الهيبة ، لأننا لم نتعلم فن الصمت ، فجميعنا نتحدث بلا كلل ، بلا ملل ، وأحياناً بلا هدف . نسينا في زحمة هذه الكلمات أن الصمت هو الفضيلة و أن الحديث غواية
عندما تتحدث مجموعة من الناس فإن أحكمهم من يستمع في صمت.لأنه سيرى الصورة كاملة ثم ومن خلالها يحكم
بينما البقية مشغولون بالحديث عن الموضوع ولا ينتبهون إلى أن الحديث والصوت المرتفع يـُـشتت إنتباههم


الخشوع في الصمت
دائماً الإنسان لا يستطيع التأمل سوى في الصمت ، لا يستطيع التفكر سوى في الصمت ، ولن يخشع عندما يكون الجو صاخب ، فهذه طبيعة الصمت ، أنه وقاراً وفيه خشوع ، وباب للتأمل .
وأغلب الشعراء ، الأدباء ، المفكرون ، العلماء . يتسمرون في شهوراَ من الصمت ثم يخرجون للعالم بالإبداع
إن الصمت يا سيدي فضيلة متى ما أتقنتها ستحقق ما تريد

فاصلة ،،،
* الصمت عند المحب عشق ، و عند الحاقد كره
* الصمت عند العالم تفكير ، وعند الجاهل بلادة
* الصمت عند الفيلسوف جنون ـ وعند المجنون فراغ
* الصمت عند الفقير رضى ، وعند الغني زيادة
* الصمت عند العابد عبادة ، و عند الفاجر معصية
* الصمت في حرم الجمال ، خشوع .

رسالة ،،،
إلى معاشر المتحدثين الساخطين الغاضبين الصارخين المكفهرين ، إلى الإعلاميين والصحفيين و الكـُتاب و المدونين ، إلى كل صاحب صحيفة إلكترونية أو منتدى أو مدونة ، إلى كل من ملء الدنيا ضجيجاً وبكاء . و أنا معكم
هدوء ، هدوء ، لقد تهتم في زحمة أصواتكم وعلا صياحكم و ملئتم الدنيا ضجيجاً ، وبات لزاماً خفض صوتكم و إراحت الوطن من نياحكم فأستمسكوا بالصمت سلاحاً
وإذا ما أردتمونا أن نسمعكم فسنسمعكم في صمت وعندها ستصلنا الرسالة بشكل أعمق

يا سادة يا هؤلاء ، يا ( أنا ) : إن الصمت فضيلة والهدوء غاية والخشوع في السكون ، ألتزموا الصمت رجاءً لأن الصمت أبلغ وقعاً من كل ما يـُـقال