نقاشات حول الإيمان و الإلحاد - 2


هنالك بعض الردود التي جاءت على موضوع :
( حوار ما بعد الموت " بين الإيمان و الإلحاد " ) 
http://ashtat-fikr.blogspot.com/2013/01/blog-post_28.html

أحببت أن أضعها هنا لمن  حب الإطلاع و إبداء الرأي

و هذا الجزء الثاني من تلك المداخلات :)
 الجزء الأول على الرابط : http://ashtat-fikr.blogspot.com/2013/01/1.html


----------

16- الاديان فشلت في تحرير العقل بل انها انتهكته ودمرته والاسوأ انها جعلته يرتد على صاحبه ليدخله في متاهة الامراض والعلل النفسية الفضيعة..!
نعم إن كان المؤمن يُؤمن بشكل أعمى ، يـُؤمن عن جهل أو بالوراثة فقط ، لا يسأل عن الله و لا يبحث عنه ، فقط قالوا له آمن فآمن ثم راح يمارس كل الرذائل .
هذا سيكون إيمانه داءً معدي ، و للأسف قلة من الناس من تـُؤمن عن قناعة و بعمق لأن الأغلبية لاهية بالحياة عن البحث و السؤال
لكن الحل أبداً ليس في الإلحاد إنما في ترشيد الناس وحثهم على البحث
فالإلحاد هو محاولة لمداواة داء بداء أخر ، لهذا تجد " أغلبية " الملحدين يهربون من فوضى المتدينين الصغار إلى فوضى أخرى يخلفها إلحادهم ، يهربون من متاهة الأمراض التي يُخلفها الإيمان الأعمى فيقعون في متاهة الأمراض التي يُخلفها الإلحاد الفوضوي .
لأنهم في الأساس علقوا الأخطاء على الله في حين أن المذنبين بالكلية هم جماعة المتدينين الصغار
وكما أن السائد بين المؤمنين هو التدين الظاهري ، فإن السائد أيضاً بين الملحدين هو الإلحاد الفوضوي !

----------

17- ارى اننا خلقنا او تم ارتقاؤنا منذ ثلاثة ملايين سنة فمن السخف ان لا يستيظ الرب الا في اخر 3000 سنة لكي يوجهنا ويهتم بنا ويأمرنا بعبادته ولا اعلم هل المقصود ان نطيعه هو هو ام نطيع ونسلم ونذعن ونمشي كالخراف خلف من يمثله في الارض ..!
هنا يا عزيزي -هداك الله- نحن نبني قناعاتنا على تخيلات ،  نحن نتخيل أن الإنسان القديم كان همجي متدني أقرب للصفة الحيوانية ، بلا دين أو أخلاق
نحن نريد أن نرى أسلافنا كذلك و لم نسأل أنفسنا ما هي الدلائل التي جعلتنا نُؤمن بأن الإنسان القديم كان حيواني الطبع و التطبع ؟
مثلاً نحن نفترض أن الإنسان القديم الهمجي كان إذا دخل كهف يطبع كف يده على جدار ذلك الكهف بعد أن يطليه بالدماء ، ثم إستنتجنا أنه متخلف لهذا النهج ، حسناً ماذا لو كان هذا الفعل منه هو صورة أخرى لما نعرفه اليوم بـ صك الملكية ؟
دليل أخر ، أن الإنسان المتخلف الهمجي الأقرب للصفة الحيوانية إن مات أحداً في جماعته سيتركه مُلقى ولا يسأل عنه لكن أكثر الدلائل و الأحفورات تقول أن الإنسان القديم كان يدفن موتاه وفق طقوس معينة و أن أسلوب الدفن في أي جماعة هي دليل على إعتناق عقيدة معينة .
لذلك نحن لا نستطيع الجزم بأن الله لم يظهر في عقلية البشر إلا في أخر 3000 سنة أو 100.000 سنة ، لأن تاريخ الإنسان القديم أعمق من هذا ونحن نجهل كل شيء تقريباً ما عدا التاريخ المكتوب .

----------

18- أنا اعلم و أعرف أن هناك الكثير من الخلط بخصوص الملحدين ، و أن حولهم الكثير من الأفكار و القوالب , و عدم الفهم .! ، لكن هذه ليست الظروف الطبيعية للملحد !
عندما تضع الملحد في بيئة تطالبه بأن يعيش وفق دين لا يؤمن به و تجعل ذلك الدين يدير كل صغيرة و كبيرة في حياته و فوق هذا تهدد بقطع رأسه في حال إرتداده عن هذا الدين ... فماذا تتوقع منه .!؟
هل تعتقد أنك وحدك من يعاني من هذا ؟ ، أو أن الملحد فقط من يُـنظر له بهذه النظرة ؟ فحتى المؤمن صحيح الإيمان الذي يخالف السائد اليوم يـُحارب !
أنت تطالب بأن لا نحكم على الملحد لأنه في بيئة لا تحترم إلحاده و في هذه معك كل الحق لكن للأمانة هل ما يحصل في هذه البيئة حولك من تخلف هو سبباً مقنع للإلحاد ؟ ، إذاً و بهذا المنطق يحق للمفكر المسلم الذي يُحارب أن يكف عن التفكير !
هنالك في هذا الوقت أناس يصومون و يصلون و يقسمون بالله أن لا إله إلا الله ، مع هذا يُحاربون بل و يـُطلب منهم أن يـُؤمنوا بما هو سائد أو سيـُهاجموا .
مثلاً عبدالصبور شاهين هذا العالم المؤمن المسلم .. كُفِر و تمت المطالبة بقطع رقبته فقط لأنه قال رأيً صحيحاً لكنه يخالف السائد
نحن في الحاضر نعيش داخل بؤرة التخلف فكما تطلب مني أن لا يختلط علي أمر الإلحاد أنا أيضاً أطلب منك أن لا يختلط عليك أمر الدين
الأوباش يا سيدي لم يتركوا اليوم مُؤمناً يخشع في صلاة و لم يتركوا مُلحداً ينعم بفِكره ، يسعون إلى خلق حياة لا كفر فيها ، و لا إيمان صحيح أيضاً ، و الله سبحانه لم يقل بهذا أبداً .
لذلك كله نزلت مسائل الإيمان و الإلحاد من محراب الفِكر إلى بيئة الأوباش ، لهذا من يقول أن الإختلاط حلال وهو بمنصب رئيس هيئة الأمر بالمعروف يُعامل معاملة من أنكر الله !
وللمعلومية ، كثيراً من أوباش الدين كفروا و أصبحوا في الإلحاد أوباشً أيضاً ، فإن الوضيع وضيع بأي في أي دين و ملة
ولا تشكيلي .. أبكيلك

----------

19- و مالغاية أن تعيش السلحفاة لأكثر من 100 سنة ، إن كانت لن تدخل جنة و لا نار ؟
إسأل السلحفاة !
أو اسئلها ، لماذا لم تبني صنماً لتظل له عاكفة ؟ ، أو لماذا لم تـُلحد ؟ ، و لن تجبك لأن لا عقل لها كعقولنا تمتلكه .
والسؤال الأهم : لماذا خلقنا الله عُقلاء وهو يعلم أننا بالعقل سوف نُنكره ؟ ، لماذا لم يخلق عقولنا كعقول السلاحف ؟
أما عن الغاية من خلق الحيوانات فأنظر من النافذة ، هذه هي طبيعة الحياة على الأرض ، الإنسان ليس وحده هنا !
و لكي تتصف الأرض بما تتصف به لابد أن تتنوع فيها الحياة و لابد أن يكون ذلك التنوع مترابط كله ببعض ، هل سمعت عن تأثير الفراشة ؟ ، هل سمعت عن دلالة موت أخر نحلة ؟
هنالك من يقول يا سيدي أن عِلة هذه الأرض هو الإنسان ، الله خلق الكائنات كلها يقضي بعضها على بعض ويتغذى هذا على ذاك ، إلا الإنسان فهو الكائن الوحيد الذي يقضي على ملامح الحياة كلها و هو الوحيد الذي يتغذى على كل الأصناف الأخرى بما فيها روحه .
قد تذهب السلحفاة بعد موتها إلى الجنة ، أو قد يكون وجودها لغرض دنيوي بحت ، فهي في الأخير ليست مـُكلفة و إذا ما كلفها الله فحتماً لن تفنى بعد الموت .
والله أعلم .

----------

20- العبادات لا أراها مرهقة ، لكني أرى أنه في الوقت الذي يقضي فيه المؤمن وقته للعبادة هناك ملحد ينتج عملا أو يقكر في حل لمشكلة .
ألا يمكن رؤية السيناريو بهذه الطريقة ؟
لماذا تنظر للأمر فقط إما عبادة أو فِكر ؟!
من الذي فصل بين العلم و الإيمان ؟ ، و متى ؟ ، و لماذا ؟
ألا يُمكن أن تـُسمي عملية البحث عن حل لمشكلة ما " صلاة " ؟
فالعبادة ليست ركوع و سجود ، إنما هذه أخف العبادات ، لأن العلم عبادة ، العمل عبادة ، التفكر و التدبر عبادة ، الإنتاج عبادة ، البحث عن تركيبة كيميائية جديدة عبادة ، أو إستحداث نظرية مبتكرة كذلك عبادة
فما هي العبادة التي تعترض عليها ؟
إن كان حديثك عن السجود و الركوع و الصيام و القيام ، ألم تلحظ أن هذه الطقوس لم تمنع المسلمين من إبتكار ألاف الحلول للعديد من المشاكل في الماضي ! ، حتى أن كثيراً من عِلمهم مازال حتى اليوم يحل مشاكل هذا الوقت .
ألا يمكن رؤية السيناريو بهذه الطريقة ؟ ، أم إن الإلحاد بات هو البوابة الوحيدة إلى التقدم ؟

----------

21- إن القصة التي ذكرتها تـُعرف بـ ( رهان أو مقامرة " باسكال " و كل ديانة تجزم أن الرهان على آلهتها هو الرهان الرابح !
أولاً : أنا لا أعلم عن " باسكال " !
ثانياً : على ماذا تـُراهن إذاً ؟
أنا لدي قناعة أن الإسلام الحق و ليس إسلام اليوم هو الرهان الرابح ، إذاً من الطبيعي أن ألمح بذلك ما إستطعت ، و الملحد يُراهن على أن العلم هو الرهان الرابح .
المسلم الحق يتبع إلاه واحد ، بينما الملحد يتبع ألف عالم ! ، فأيهم الأحق أن يُتبع ؟
ثم إن تلك العقلية ليست محصورة في أهل الدين ، إنما في الإنسان بصفة عامة بغض النظر عن دينه ، في الإدارة مثلاً الكل يراهن على أن طريقته في الإدارة هي الصح . ! ، كذلك في السياسة ، في العسكرية ، في الطب .... إلخ .
الأمر إذاً ليس خاصً بالمؤمنين .. هي بضاعة تـُعرض وللمشتري حق الرفض

----------

22- بودي أن توضح ماذا تقصد بالروح
الروح بإختصار " عشان تعبت " : صِفة نُؤمن بوجودها و نجهل ماهيتها ، وإيماننا بها يُفسر العديد من الإشكاليات كالوقوع في الحب ، كالشعور عن بعد .
إيماننا بالروح يعني إنكار أن يكون الإنسان مجرد جسد " كآلة " ، تـُضَخ فيه الدماء فيعمل و تنتقل فيه الشحنات الكهربائية فيتحرك .
الروح هي الإنسان ، و الجسد مجرد قارب ، و العقل و القلب مجاذيف ، أما الوعي فهو أن يتحرك الإنسان بهذا القارب في توازن لا يميل إلى عقله أو إلى قلبه ، و بهذا سيصل إلى الشاطيء المقابل .
- عدم رؤية الشاطيء المقابل لا تعني عدم وجوده إنما تعني أن الأمواج عاتية
- عبور هذا البحر لا يصح أن نصفه بأنه كل حياة الإنسان ، و أنه الغاية من وجوده ، فربما ستبداء حياة الإنسان فعلاً بعد الموت بعد أن يترك هذا القارب
وربما يكون لا .... الله أعلم

----------
23- الإنسان قيل أكثر من 10 آلاف سنة احتاج إلى ابتكار شيئا يساعده على نقل ما ثقل حمله فكانت العجلة ثم تطورت لتربط بالخيل و لا زلنا مستفيدين من هذا الابتكار إلى اليوم.
فحين أفكر كفرد في ابتكار شيء أحتاجه و قد يستفيد من مجتمعي هذا ما سيشعرني بالسعادة و يحفزني على العمل. ليس بالضرورة من قبيل المثالية و لكنه شعور بالنجاح والانتصار على تحديات الحياة ، هذا عدى الشهرة و ممكن المال .. ولست بحاجة لإقناع نفسي بوجود حياة أبدية تنتظرني لقاء إبداعي.
كلامك هنا لا غبار عليه و ليس كون المؤمن مؤمناً أنه لا يلتفت إلى الدنيا و أن كل همه الثناء في الأخرة ، لذلك أنا كمؤمن مسلم مقتنع تمامً أن كلامك حق ، لكنه نصف الحق !
فالإنسان كحلم أزلي راوده أن يبحث عن الخلود و عندما أيقن أنه كجسد سيفنى سعى أن تـُخلد ذكراه على في الدنيا ، و عندما أيقن أن الدنيا زائلة آمن أن هنالك حياة أخرى بعد الموت فيها الخلود .
إذاً أنا أعمل في الدنيا للمال أو للمنصب ، و أحلم أن يثني الأخرون على عملي بعد الموت ، ثم أؤمن أنني إن عملت خيراً سألقاه في الأخرة في تلك الحياة الخالدة
ولا أتحدث هنا عن شخصي إنما عن فطرة الإنسان التي فيها أن كل عمل يقوم به الإنسان في الدنيا سيلقى جزاءه في الأخرة و الدلائل كثيرة
ولو آمن الإنسان أن موته هو النهاية و لا شيء بعده لإستصعب العمل في الحياة
ومن وجهة نظر أخرى ، ماذا إن سعى الإنسان في الدنيا ثم لم يجني شيئاً ! لا مال و لا ولد و لا أي إنجاز ؟ ، هل سيتحمل و لو جزء يسير من هذه الحياة الكئيبة بالنسبة له إن أقتنع أنه أيضاً بعد الموت سيتبخر !
إن الإنسان الوحيد الذي أن لا يكون شيئاً بعد الموت هو الذي يطغى ، ليس إنكاراً منه لما بعد الموت إنما إستقباحاً لشروره التي تركها في الحياة !

----------

24- الرغبة في إبقاء الجين طبيعة حيوية لكل كائن " إنسان أو بقرة أو ذبابة " ، و أفعالي سأشعر بقيمتها في حياتي فقط ، كما تشعر النملة التي تبني بيتا يأويها مع سربها و سلالتها.
وما يدريك يا سيدي عن النملة التي تبني بيتاً يأويها ؟ ، أو عن تلك التي تفرش جسدها كجسر ليعبر عليه النمل ؟
ألا تفترض مجرد إفتراض أنها تقوم بهذا تنفيداً لأمر الله القائل ( وما من شئ الا يسبح بحمده )
أن تضل قيمتك محصورة فقط في الحياة الدنيا فهذا شيء يـُخالف الفطرة الإنسانية التي أمنت دائماً بأن الإنسان أكبر كقيمة من أن يكون محصوراً في الحياة الدنيا .
لو تأملت في الثقافة الإسلامية لوجدت أن رأيك هنا مصداقاً لقوله تعالى ( و قالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يُهلكنا إلا الدهر و مالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ) ، بينما التاريخ كله يُخالف رأيك
الإهرامات مثلاً ما بُنيت إلا للسعي نحو هذا المعنى ، أن هناك حياة أخرى يعمل الإنسان في الأرض لحياته و لما بعد الممات

----------

25- حاول أن تفكر أننا لسنا الوحيدون على الأرض ، نحن الأذكى صحيح لكننا نواجه نفس مصير أي كائن آخر !
للأسف لم أقتنع
فنحن نجهل مصيرنا هل بعد الموت حياة أم فناء لذلك يبقى الأمر غيب ، لكن لأن الله أخبرنا بذلك الغيب فنحن مُلزمين بالإيمان ، و ليس إيمانً أعمى إنما لأن إخبار الله لنا وافق فطرتنا التي فطرنا عليها
إنكار هذا هو مجرد عملية سير عكس الفطرة
ثم بعد ذلك كيف ندعي أننا نعلم عن مصائر الكائنات الأخرى ؟
تأمل قوله تعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحية إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يُحشرون) ، الآية تصرخ فينا أن مصيرنا كمصير أي كائن حي أخر ، أن الجميع إلى ربهم يُحشرون
ثم ها أنت تقول ( نحن الأذكى ) بالتالي فنحن الأحق بأن نؤمن بأن بعد الموت حياة أخرى ، و إلا لخلق الله كائنات أذكى مِنا !

----------

26- ذكاء الإنسان المتقدم هو الذي جعله يتساءل عن الظواهر التي حوله و التي لم يفهمها فجره تفكيره لصنع الآلهات .
عذراً .. هو إله واحد و ليست آلهة
لماذا لا تنظر للموضوع من وجهة نظر أخرى ، أن غباء الإنسان و كبريائه قاده إلى أنه أكبر من أن يعبد إلاهً واحداً فإخترع الأصنام ، ثم زاد غروراً فألحد لأنه لم يعد يرى سوى ذاته
أما قولك بأن الإنسان عندما لم يجد التفسير لما حوله إخترع لكل ظاهرة إلاه قول باطل ، لأن غاية خلق آلهة متعددة هي للتنفير من الإيمان بإله واحد و ليس لتفسير الظواهر من حولنا " أتحدث عن بدايات الأصنام و الشرك " .
ثم من أين أتيت بأن الإنسان لم يجد تفسيراً للظواهر من حوله ؟ ، نحن فقط نفترض أننا في هذا الوقت بتنا نعلم أكثر من الأقدمون ، أكثر من أسلافنا الغارقون في الجهل حسب إعتقادنا .
يقول تعالى ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ) ، الملائكة تـُخاطب الله من باب السؤال" كيف تخلق في الأرض من يفسد من جديد ؟ " ، أي أن هنالك أناس و أقوامً قبل أدم كانوا يفسدون في الأرض
ما يدريك أنهم لم يُفسدوا في الأرض بسبب غرورهم بما وصلوا إليه من علم ؟! ، ما يدريك أن إفسادهم لم يكن إلا نوعاً من التكبر عن الخضوع لله !
و سأخبرك بسر : أن الإنسان في العصر الحجري كانت يؤمن بعقيدة ، حيث وجدوا أثاراً لمعابد تعود لتلك الحقبة الزمنية القديمة ، لكن ( العلماء ) و لغاية ما فسروا أن تلك المعابد بنيت لعبادة ( الثيران ) !!!

----------

27- ليس بالضرورة أن يتبع الملحد أي عالم. و لا أجد علاقة بين هذا الادعاء و بين حقيقة وجود الله ! ، رهانك الرابح يا عزيزي هو عقلك و ليس إرث عمره 1400 سنة
حسناً إن لم يتبع الملحد أراء العلماء فعلى ماذا بنى إلحاده ؟ ، على الخيال الصرف ؟ ، أم على إكتشاف فردي نابع من ذاته ؟
قناعة الإنسان ليست إلا عملية تراكم لخبرات و إكتشافات الأخرين ، ثم يضيف إليها الإنسان من عنده ، و لا يمكن أن يستحدثها من العدم إلا في حالات نادرة ليس منها الإلحاد ، ففكرة الإلحاد ليست وليدة اليوم !
لذلك الإرث الذي تتحدث عنه ليس وليد 1400 عام إنما إرث بشري بداء ببدء البشر ، إرث مبني على ( لا إله إلا الله ) ، و الدلائل الأثرية و المنطقية و الفلسفية تقود لهذا .

----------







كلمة أخيرة :
إن الحقيقة كالبحر الشاسع ، و ما بين يديك ليس سوى كوبً ملئته من ذلك البحر  .. و ملئت أنا كوبً أخر .
أنا لن أدعي أن قد " حشرت " كامل البحر في داخل الكوب ، فأرجوا أن لا تدعي ذلك !
فكلنا يا عزيزي لا نمتلك إلا جزءً من الحقيقة ، و الكاذب فقط هو من يخبرك بأن الحق كله معه

لأن الله أعلم .


نقاشات حول الإيمان و الإلحاد - 1


هنالك بعض الردود التي جاءت على موضوع :
( حوار ما بعد الموت " بين الإيمان و الإلحاد " ) 
http://ashtat-fikr.blogspot.com/2013/01/blog-post_28.html

أحببت أن أضعها هنا لمن  حب الإطلاع و إبداء الرأي

و هذا الجزء الأول من تلك المداخلات :)
 الجزء الثاني على الرابط : http://ashtat-fikr.blogspot.com/2013/01/2.html


----------

1- اثبت لي عقليا ماسيحصل بعد الموت .. اتحدى كائن من كان يثبت شيئا سيحصل بعد الموت ، فالنقولات الصفراء ليس لها معنى وحتى النصوص الدينية لم تأتي بشيء يثبت ذلك
لن أثبت لك " عقلياً " لأن العِلة هنا في العقل ، فالعقل لا يؤمن إلا بما يستطيع إستيعابه ، و لا أتحدث هنا فقط عن الله أو الروح إنما عن أشياءً أقل تعقيداً ، كالشعور بالحب و الكره .
و إن كان الجسد مجرد آلة فكيف إذاً يتولد الشعور بالحب ! ، هنا علينا الإعتراف بمحدودية العقل عن الإلمام بالكثير مما يجهله ، و علينا الإعتراف أن الجهل بالشيء لا يعني عدم وجوده .
ثم إنني يا سيدي وضعت أمامك الفرضيتين ، ثم تركت لك حرية الإختيار ومن حقك أن تختار أقربهما للـ " وعي "
و كمساعدة فإن العقل العقل هو أداة واحدة من ضمن أدوات عديدة تُولد في الإنسان ما يُعرف بالوعي ، و من ضمن الأدوات الأخرى القلب مثلاً ، و دائماً الإنسان الذي يـُحسـن إستخدام تفكيره ليصبح واعياً فسيصل إلى " الله " ، أما إنكاره فهو إعتراف مبطن بمحدودية العقل .
على فكرة .. صحيح أن الإيمان لم يُثبِت شيئاً عن الحياة بعد الموت إنما أخبرنا عنه كغيب ، كذلك فإن الإلحاد لم يُثبت عكس ما يقول به الدين لكنه أتى بخزعبلات لا أكثر .
هنا يتجلى الإيمان لينتشل الإنسان من التـِـيه
والله أعلم

----------

2- مابعد الموت مجهول .. لكن ليس لـ أحد ان يدعي بوجود جنة ونار وعذاب قبر وعذاب أبدي و و الخ بدون اي ادلة لاعلمية ولاعقلية ولاحتى منطقية .. بل من اساطير دينية وقصص فرعونية وبابلية
جميل جداً .. ما بعد الموت مجهول و كلنا نُقِر بذلك ، و أمام المجهول ليس للإنسان إلا بناء فرضيات ، و هذا مبدأ نجده حتى في العلم فالفرضيات هي الخطوة الأولى للوصول إلى الحقائق .
لذلك سيبقى موضوع ما بعد الموت مجهولاً ، و لن يكشفه لا العلم و لا الفلسفة و لا الدين ، إلا إذا بعث الله ميتاً للحياة فيخبرنا ماذا قد وجد ، و نحن ندور حول هذا الموضوع بناءً على فرضيات لا أكثر ، و العاقل من يتبع الفرضيات الأكثر تماسكً .
و الفرضيتان الرئيسيتان حول " الله " و لن تجد سواها هما : إما أن الله موجود ، أو أنه غير موجود
إرجع إلى القصة في الموضوع ستجد الإثنان ماتا ثم بعد الموت حتماً سيجدا نفسيهما أمام إحدى إثنتين :
إما أن يجدا الله أو لا يجدانه !
إن لم يجداه فهذا معناه أنهما تبخرا إلى لا شيء أو إلى طاقة كما يقول بعض الملحدين بالتالي ليس هنا منتصر فالإثنان سواء ، و المفارقة أنه بهذا المنطق سيتساويان حتى مع كل طاغية و مستبد و مجرم .
أما إن وجداه فما موقف الملحد ؟ ، لأن المؤمن حينها يكون قد نجى عندما أمن بالله
و الله أعلم

----------

3- لايهم الله موجود ام غير موجود ، مايهُم حتى لو كان موجوداَ هل هو الاله الابراهيمي ؟ .. لا بالتأكيد وهذا هو المهم
فمعناه البحث في مابعد الموت مجهول وسيظل مجهول .. ولا يهم اي كان بعد الموت
اعمل خيرَا في الحياة .. وابتعد عن الشر
فستكون مطمئناً ، بعيدا عن طقوس وتقبيل حجر اسود وصيام وطقوس طفولية لا اعتقد بـ اله يحتاج لهذه الحركات الصبيانيه ليرضي نرجسيته
أين إعتراضك أستاذي ؟
إن كنت لا تهتم بوجود الله من عدمه ، و لا يهمك هل بعد الموت حياة أخرى أم فناء ، فليس كل الناس معك في هذا .
إن تلك المسائل التي ليس لها وزن عندك قد أشغلت أكثر العقول على مدى التاريخ .
ها أنت تقول " ناصحاً " : على الإنسان أن يعمل خيراً في الحياة و يبتعد عن الشر
حسناً ماذا عن الذي ليس في كل حياته إلا الشر منذ الولادة حتى الوفاة ، هل تطمئن إن علمت أن سيتساوى بعد الموت مع الذي أمضى حياته كلها في الخير و الخير فقط ؟
ألن تشعر بالظلم و أنت ترى أفسد إنسان على الأرض سيكون بعد الموت هباءً و لن يُحاسب أو يُسائل ؟
الإطمئنان يا سيدي يأتي حينما تستشعر أن هنالك " ذات " عُليا ستُحاسب كل عــتل زنيم ،و أن من سرق مالك و جهدك في الدنيا تحت حماية القانون فسيُحاسب حسابً عسيراً عند من لا يظلم
ثم .. تصف العبادات بالأعمال الصبيانية ! فهل تستطيع أن تعترض على مديرك في العمل بأن الحضور اليومي و الإنصراف و تقديم التقارير الدورية مجرد أعمال صبيانية ؟!
صاحب الشركة يضع القانون حسب رؤيته إن كان عادلاً فلن يُحابي أحداً و ليس أمام المُعترض إلا تقديم الإستقالة ، فالشركة شركته و المال ماله و قانونه واضح ( إلتزم بقراراتي ستتدرج في السلم الوظيفي " كمثال " ) فهل ستعترض حينها و تصرخ مطالباً بالترقية دون أن تلتزم ؟
إلتزم يا سيدي بتلك الأعمال الصبيانية و إن كان على مضض ثم أحكم ، هل بعد تنفيذك لها سينقص من مالك أو عقلك مقدار ذرة ؟!
إن المسألة مسألة قناعات في الأخير ،و لو أن الله الذي تصفه بما تصف كان ظالمً لما رزق المعترضين على وجوده ، وهذا من تمام العدل انه يبارك حتى في حياة من يعترض على قراراته .
ثم إن الله لا يحتاج إلى سجود و ركوع إنما أنت من في حاجتها جرب بقلب خاشع و سترى من المستفيد فعلاً و لكن جربها لمرضاة الله ليس لمال أو منصب .

----------

4- هنا مربط الفرس .. احياناً نجد الغور في البحر الفلسفي يؤدي الى تضارب في الرؤى ، و هذا احد دروب التيه التي يجلبها المخلوق لذاته
اشهد ان لااله الا الله .. وان محمداَ رسول الله .. وان عيسى كلمة الله وروح منه القاها الى مريم .. وان الروح حق .. والموت حق .. والبعث حق .. والجنة حق .. والنار حق .. وإنا الى الله راجعون
صدقت يا عزيزي ، أنظر لتفسير أفلاطون لماهية الروح سترى كيف تحار أعتى العقول أمام إنكار الله ، تخبط في تخبط لا نهائي ، عِناداً فقط من أجل العِناد .
فأفلاطون فسر الروح أنها خليط يتكون من النفس و الرغبة والعقل ، ثم قال أن وجود الروح مرتبطاً بفترة حياة الإنسان فإذا مات و تحلل تلاشت الروح أو تبخرت .
العِلة هنا أن الإنسان لم يصل إلى معنى واضح محدد لكلاً من "النفس و الرغبة و العقل" ، فكيف نصف مجهول بمجاهيل أخرى ؟
كيف نقول أن الروح هي " النفس و الرغبة و العقل " ، ونحن نجهل أساساً ما هي النفس و الرغبة و العقل !!
فتأمل

----------

5- لماذا خصنا الرب بالعقل دون جميع المخلوقات ؟
هل ذلك لكي نبحث عن معاشنا من مأكل ومشرب وغيره فقط ؟
ثم إذا كان كذلك ما فائدة منحنا العقل والمخلوقات الاخرى نجحت في الحصول على الغذاء بدون عقل
إن كنت ستقتنع بما أنا مقتنعً به ، فإن لدي قناعة شبه تامة أن الغاية من العقل هي الإيمان بالله " لا رؤيته جِهاراً " !
لأن العقل محدود بحدود إن تخطاها يتلف ، و حِفاظاً على العقل من التلف كان الله غيباً ، كذلك فالحياة بعد الموت غيب ، لأنك بهذا العقل " الدنيوي " ستُجن تمامً إن علمت ما سيقع لك بعد الموت حتى و إن كان خيراً !
إن العقل تمامً كالجسد كلاهما يصلحان للحياة على الأرض فقط
و الصفة الوحيدة التي تُيز الإنسان عن باقي الكائنات ليست العقل إنما الغرور ، فغروره جعله يعتقد أنه الكائن الوحيد الذي يمتلك عقلاً يستطيع به رؤية الله ! أو كشف أستار الغيب .
فإن كانت النملة مثلاً تبني مجتمعاً متكامل فيه سوق تتبادل خلاله النملات بعض السِلع ، و إن كانت البطاريق تستولي على أعشاش بعضها ثم يضع صاحب العش الكمائن للإيقاع باللص فهذا يدل أن لديها عقلاً يـُناسب طبيعة بيئتها .
يقول تعالى : { و إن من شيء إلا يُسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم .... } أي إن الكائنات الأخرى نجحت في الوصول إلى الغداء " مثلنا " لكنها تفوقت علينا بالعقل أن سبحت بحمد ربها في حين أننا كفرنا بربنا " بالعقل " !

----------

6- أولاً هذه الكلام غير صحيح الكثير غير مؤمن بالله , لكن ما بعد الموت يكون أمر غامض بالنسبة له أي لا يستطيع أن يطلق عليه حكم قاطع .! ذلك لأن أحداً لم يعد ليخبرنا بما وجد !
أنا غير مؤمن بالله الذي وعد بجهنم و الجنة و الخلود .. لكن في نفس الوقت أنا لا أجزم بما سيحدث بعد الموت .!
عزيزي ، ما قلته أنت لا يخرج حرفاً واحداً عن صفات المؤمنين و أتحدث هنا عن المؤمن الذي يُعمِل عقله ولا يُؤمن إيمانً أعمى ، فصفة الحيرة التي تصيب الإنسان حين يفكر في ما بعد الموت هي صفة إنسانية غير خاصة بدين أو معتقد .
فأنا و أنت و هذا و ذاك و الجميع يتشارك في هذا الأمر ، لا يوجد حكم قاطع في هذا الأمر .
هنا يبرز الإيمان لينتشل الإنسان من حيرته لا أن يُغلق عقله ، فهنالك فرق بين أن تبحث عن الحياة بعد الموت بإيمان ، و أن تبحث عنها بإنكاراً لله .

----------

7- يجب أن لا تنظر للملحدين على أنهم فكر واحد فهم ليسوا مثل المؤمنين الذين يستقون كل ما يعرفونه من نص معين و بالتالي تجد أفكارهم عن أمر ما متشابه .!
من هذا المنطلق أقول لك أنك لا يمكن أن تعمم على الملحدين فكرة و تقول بأنها جميعهم يؤمنون بها .. و أقصد هنا قولك بأنهم جميعاً لا يؤمنون بالروح .!
ومن الذي نظر إليهم بهذه النظرة ؟
إقراء السطر الأخير في الموضوع ، قلت فيه أنه ليس كل من أنكر الله هو بالضرورة يُنكِر الروح !
لكنني تحدثت عن الفِكرة السائدة وليس عن الشاذة ، و السائد أن المُلحِد يُنكِر الروح ، كما أن السائد أن المُؤمن يُقر بوجود الروح .
فكما أن هنالك مؤمنون يُنكرون الروح الإنسانية و يصفونها بأنها ذات الله في الإنسان حتى يقول أحدهم " الله فيني و أنا في الله ! "
هنالك من يقول بوجود الروح من الملحدين ، كأفلاطون الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء تهرباً من الإقرار بوجود الله .
ثم إن النص المعين في القرآن " حمَال أوجه " إن قرأته على عجل فهمت قليلاً و كلما تبحرت في فهمه إتضحت أمامك أشياء كنت تجهلها

----------

8- هناك نظرية ليس لها علاقة بالأديان اسمها بايوسنترزم , تقول أن ما بعد الموت ليس الفناء ... لأن ( الـ أنا ) الواعية في الإنسان عبارة عن طاقة .. و الطاقة لا يمكن أن تفنى .!
أنت بهذا تـُدخلنا في إشكالية أخرى .. فالـ ( أنا ) الواعية هي لغز أخر لا يقل عن لغز الروح أو لغز الحياة ما بعد الموت
فأنا أستطيع أن أسئل ، مثلاً :
هل تلك الـ ( أنا ) الواعية بعد موت الإنسان ستستقر في مكان أم ستظل هائمة أم تدور في حلقات ! حدد طبيعتها ما بعد الموت !
ثم ، أليس العلم يقول بأن الكون سيفنى ذات يوم ؟ ، إذاً كيف نقول أن الطاقة لا تفنى ؟
وبما أن الله يقول { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) إذاً الطاقة تفنى
أيضاً ، الطاقة أنواع و مصادرها متعددة فإلى أي نوع سيتحول الإنسان بعد الموت ؟ ، إلى طاقة شمسية أم نووية أم حركية
أليس الأسهل أن نؤمن بالله من هذا التوهان و البحث عن خلاص ؟

----------

9- إذا وجد طريقة للخلود أليس تبعا لذلك سيكون متقدم علميا ليمنع فناء الأرض أو أن يسافر لكواكب أخرى ؟!
سؤال غريب ! ها هو الإنسان وجد ألاف العلاجات لألاف الأمراض لكنه لم يجد طريقة واحدة تمنع دخول الأمراض في الجسد .
هو إذاً أمام الأمراض كان يقف موقف الدفاع و ليس الهجوم فكيف أمام الموت ؟
ثم إن فناء الأرض الحتمي ليس لإنسان القدرة على منعه أو التنبؤ به وإن إستطاع أن يسافر إلى كواكب أخر فماذا سيفعل إذا تحققت نظرية الإنكماش ؟!
أي وحسب العلم أن الكون الذي بدأ بإنفجار عظيم ، سيأتيه يومً و ينكمش ! ، ينكمش أي يتلاشى بمعنى أخر حينها حتى الذين سافروا إلى تلك الكواكب سيلقون حتمهم !

----------

10- اسمحلي في البداية أن أوضح لك أنك تنظر من منظورك الديني الذي صُبغ بفكرة مُعينة عن الملحدين
نعم أنظر من منظور ديني لأنني مؤمن !
أشعر بأن الخير يكمن في الإيمان بالله .. فأحببت أن يستشعر الأخر بما عند الله ، أما حديثي عن الملحد و معتقده فأولاً أنت لم تـُجب هل في حديثي خطاء ؟
وللإعادة ، أنا تحدثت عن الأفكار السائدة و ليس عن الشاذة لأن إدراج جميع الأراء في موضوع واحد سيحتاج إلى كتاب أو أكثر

----------

11- جزمك بأن الملحدين في تيه وضياع ليس له مكان في واقعي على أقل تقدير و واقع الكثيرين غيري
ليس من باب الجزم إنما الصفة الغالبة ، و إستثناء نفسك لا يعني تهجمي ، فأنت بهذا تحكم على الملحدين من منظور شخصي أيضاً !
ثم إن أحد الأدلة على تِيه الملحد " من وجهة نظري " أن الحياة تمضي به و هو في محاولات مضنية لإثبات عدم وجود الله ، أحد الأدلة كذلك أنه يُردد دائماً ليس فيني عـِلة

----------

12- الدين ما هو إلا سلعة غيبية ، تُسوّق عن طريق الترهيب والترغيب , وهذا سهل جداً أن تتحدث وتروج لأمر غيبي
هذا تفسير له حق السمع لكن لا يُلزمنا بالإقتناع ، صحيح أن المتاجرين بالدين كثير لكن هذا لا يعني أن الخلل في الدين إنما في المتاجرين !
ثم ما هو الغيب ؟ ، و لماذا الغيب غيباً ؟ ، و ماذا سيحدث للإنسان إذا علم الغيب ؟
يا سيدي الإيمان بالغيب إقرار من الإنسان بمحدوديته ، و محدودية عقله و فكره ، أما نفي ذلك الغيب دليل تكبر الإنسان
ثم أين السهولة ؟
إن أصعب شيء أن تـُروج و تتحدث عن أمر غيبي لأن الإنسان مؤمناً أو ملحداً هو في الأخير ينجذب أكثر إلى الخطاب الذي المادي الذي يحدثه عن الأمور الواقعية ! ، عدا ذلك فإن أمن بالغيب فسيؤمن بصعوبة لأنه يتحدث عن شيء لا يفهمه
لذلك تجد الأنبياء أكثر من تعرضوا للعداوة
لذلك أيضاً الإنحلال ينتشر أسرع من الإيمان لأنه يلعب على وتر الماديات

----------

13- أما محدودية عقل الإنسان , فهذا صحيح , عقل الإنسان محدود , ولكن الذنب ذنب الصانع , فهو من وضع هذه المحدودية , فهل يُعاقبني إن قادتني إلى الإلحاد ؟! إن كان يعاقبني فظلمه واضح .
يا سيدي إن محدودية عقل الإنسان ليست عيباً ، لأن الغاية من عقل الإنسان بهذا الوضع هي أن يؤمن بالله لا أن يراه جهاراً .
كذلك لأن رؤية الله ستمحوا أي عِلة لكفر أو إلحاد بالتالي لن تـُعمر الأرض ، و الحضارات المتعاقبة على الإنسانية ما كانت لتوجد إلا بسبب الصراع القديم بين الكفر و الإيمان
ومن وجهة نظر أخرى ، هنالك من يقول أن العقل سيتلف إن حاول تخطي تلك الحدود و الدليل أن الإنسان سيُجن تمامً إن علم موعد موته ، فما بالك إن علم ماذا سيجد بعد الموت سواءً خيراً أو شراً أو حتى فناء ! ، لذلك يبقى الغيب غيباً
الإلحاد هو عدم إعتراف الإنسان بمحدودية عقله { وإذ قلتم يا موسى لن نُؤمن حتى نرى الله جهرة }
ملاحظة : بما أنك إعترفت معي بأن عقل الإنسان محدود ألا يقودنا هذا إلى أن الإستناد على العلم فقط لبناء معتقداتنا  باطل ، فالعلم ما هو ؟ هو إبن العقل ، فإن كان العقل من الأساس محدوداً ألا يقودنا هذا إلى أن الإلحاد بناءً على أدلة علمية لا يصح ؟

----------

14- إن كان فعلاً ما يريده الله منا هو فقط عبادته لماذا إذاً لم يجعلنا مثل الملائكة !
نعبده دون كلل أو ملل , بدل أن يحد من عقولنا , ويخالف منطقنا , ثم يأخذ وقته في تبديل جلودنا
وتوفير شتى الوسائل البشعة لتعذيبنا !! أليس الخيار الأول أرحم وأيسر ؟
ولماذا لا تـُجنب نفسك هذا العناء و تترك سبيل الشيطان و تكف عن نكران الرحمن ؟
الله يا سيدي أرحم الرحمين .. غير أن الإنسان جهولاً كفورا ، الله ليس كما يصوره المتدين اليوم أنه فقط ينتقم و يعذب فهنالك العديد من الصفات الإلهية التي لا تخدم المتدين المتشدد ، لذلك يـُكثر من تخويفنا بالله لكي نخضع له لا لله !!
ثم أنك أفضل من الملائكة لأن الله وهبك حرية الرفض ، وحق إختيار الإيمان .

----------

15- بما ان المسوحات التصويرية -تلوسكوبات عابرة للفضاء- لم تعثر على الجنة رغم انها غطت مساحة ضخمة جدا بسرعة الضوء, ولم تعثر على الفردوس المزعوم
اذا ليس هناك جنة ولا فردوس ولا بطيخ ، و انتقال الروح الا تحتاج الى زمن ؟ هذه مشكلة اخرى !
أعطني صورة واحدة صحيحة عن الكون ، صورة وليس نموذج تخيلي
هل تعلم أنه لم يتم تصوير الغلاف الخارجي للمجموعة الشمسية ! ، و هي مجموعة واحدة ضمن مليارات المجموعات داخل المجرة !
للتوضيح ، أنت تستطيع أن تـُصور القمر من نافذة غرفتك ، لكنك لا تستطيع أن تصور سطح الغرفة لأنك حينها تحتاج أن تقف على السطح
لهذا نجد صوراً تلسكوبيه لمجرات بعيدة ، لكننا لا نجد صورة تلسكوبية لمجموعتنا الشمسية كاملة ، لماذا ؟ لأننا نعيش داخلها
نقطة أخرى : ماذا لو أن الجنة تقع أمام نافذة غرفتك فعلاً ؟ .. ولكن في بعد زمكاني أخر !
كل شيء حولك يا سيدي وهم لذلك يأتي الإيمان بالله حتى لا تتخبط في هذا الوهم