بعدَ عقودٍ .. مرِضَ الكلبُ زعِيمُ الثورةِ .. و استبشرنا نَحنُ الشَّعبُ أخيراً .. و فتحنا المِذياعْ
قـُطِعَ البثُّ .. و عادَ البث .. عادَ البث .. و
قـُطِع البث
و بعدَ قليلٍ كانَ مذيعُ السُلطةِ يَنْبحُ مثل العادةِ
في المذياعْ
ماتَ الكلبُ .. زعيمُ الثورةِ .. ماتَ الكلبُ !
و أصبحَ إبنُ الكلبِ رئيساً بالإجماعْ
( أحمد مطر )
=
=
=
راح " إبن
الكلب " يشرح و يوضح كيف أصبح بالممارسة " رمزاً للمانعة " ، "
عنواناً للصمود " ، " ألذ أعداء الصهاينة " !
فاقتنع الشعب
بالإكراه أن زعيمه " إبن الكلب " أصبح في ليلة " أســداً " بالإجماع !
جمع لنفسه ألقاب العـِز كلها دون أن يُطلِق في وجه العدو صرخة واحدة ، بل لم يقدم لأعداءه الصهاينة
إلا الخضوع و الركوع ، هذا و هو رمز الممانعة !
مـَّل الشعب من
صموده زعيمهم في الطغيان ، فثار
رد " إبن
الكلب " على الثوار و على الثورة أنها ( مـُؤامرة ، مـُؤامرة ) ، ثم هداه تفكيره
المُمانِع إلى إن الثورة ضده ستندحر بهتك الأعراض و قتل الأطفال .
وكعادة كل
أنواع الكلاب أنها تعِض اليد التي تُطعِمها ، تعهد " إبن الكلب " بألف
مجزرة لوأد الثورة ، وعندما لم تفيده المجازر راح يحرق الشام ليُثبت فعلاً
أنها مـُؤامرة و أنه ما زال " رمزاً للصمود و الممانعة " !
وكعادة الأبناء يرثون عن أبائهم بعض الطباع ، ورث " إبن الكلب " عن أبيه حـِدة
الطِباع و السِعار .
فعذراً يا شام
... عذراً
قد تعود العرب
على طبائع الخذلان و السكوت عن كل مهزلة و أنتِ لست عن هذا إستثناء ، فقد تعاهد
العرب أن يبكوا على المجازر حتى تنقضي المسألة ، ثم يبدأون بالتفاخر على ذرف دموعً
كاذبة .
عُذراً ولا
تجزعي من حُكم " إبن الكلب " لأرضك ، فكل طغاتنا نِعاج !
=
=
رمز العروبة
والصمود و الممانعة ، عروبته عروبةً بنت هوى ، يقضي ليلته في إيران و في جنوب
لبنان بقية النهار ، يستيقظ بعدها ليـُلملم نياشينه المترامية و الألقاب من على الأرض ثم يرتدي " صموده
" ليحكم بالحديد و النار أطهر البلاد .
و أعرابًنا
بمستعربينا يا شام ، قد ناموا في أحضان العم سام و لم ينقضي ليلهم بعد ولم يظهر لهم وجه النهار ، لم
يستيقظوا بعد ، لكنهم من هنالك يحكموننا بإدعاء الطُهر و الحث على الحرص بأن نخضع
لعـُهرِهم في الصباح و المساء !
وليس بين عُهر
" رمز الصمود " و صمود رموزنا إلا خيطَ رفيع ليس به شرف ، خيطً أخفوه
طويلاً عن شعوبِهم حتى أنكشف ، فلم يعد من مجالً اليوم لإنكار حقيقة أنهم أبناء
أمٍ عاهرة و ألف فاجِراً يحكمهم كوالداً مُهاب .
=
=
" رمز
الصمود " لم يكن صموده إلا في الذل ، تجذبه إيران من قميصه إليها ، ثم تسحبه روسيا من
طرف قميصه الأخر ، وهو صامداً كرمزاً للدلال بينهما .
ثم يُعتـَّق بين
الفترة و الفترة ليبداء في إستعادة كرامته على أجساد الأطفال و الثكالى و النساء ،
يبطش بالجميع إلا من ركع له ، و لم يكرع له إلا إبن زانية أو مـُكرهاً يحييه في
العلن و في السر يدرك أن من يحييه ليس إلا " إبن الكلب " في هيئة زعيمً مناضلاً .
و يستمر
الأعراب ، و العاربة ، و المستعربة .. في صمت ، من قنوط لدعاء ، من بكاء لنحيب ، كأنهم
سُكارى وماهم بسكارى لكنه الخضوع .
وهم ربما
يُدركون أو ربما لا يُدركون أن من أمرهم بالقنوط و الدعاء هي " أمريكا "
و أنهم يتوجهون بالدعاء لها ، و بأنها حتى الأن لم تأمر بالخروج عن المساجد ، وحتى
تأمر سيستمرون في الدعاء و النحيب ، و سيُفتي الشيوخ بوجوب طاعتها في السراء و
الضراء .
فلا تُصدقي يا
شام أنهم مؤمنون .
دقونهم قد طالت
حتى إستقرت على أعتاب البيت الأبيض ، تـُداس من هناك كيفما أراد الغرب ، ولا حول
لهم ولا قوة إلا أن يتبجحون علينا في الليل و النهار بأنهم أتقياء بررة ، و أنهم
لم يسلموا دقونهم للغرب إلا من باب المداهنة !
==========
==========
أينما نظرت
وجدت الكل يتحمل وزر الشام ، وذنب تلك الدماء التي تـُراق حتى إنتشرت في كل مكان ،
حتى وصلت إلى ثوبي أنا و ثوبك و ثياب كل العرب ، غطتنا بقع الدماء تلك بالعار من رأسنا حتى قدمينا .
و إن كل
قطرة سكبت في الشام تصرخ : لعنكم الله أجمعين قوماً لا وزن لهم إلا كناعقين .
فسلامٌ عليك يا
شام .
سلامً على أوصالً
قد تناثرت في كل الأرجاء .
سلامً
على
العروبة التي فُضت بكارتها بمباركتنا ، و تعرت أمام الجميع حتى نهشها
السيارة ، ثم طفنا بعروبتنا نطرق بها كل بيت فلم نجد إلا المزيد من
المهانة .
سلامً على
الإسلام الذي أصبح كالغريب ، كالغـُراب تنعق الطوائف كلها أنها منه و إليه وما هم
إلا من رذيلة لرذيلة ، يتسترون بالمظاهر حتى يخفون حقيقة أنهم أشد كفراً و نفاقاً
.
سلامً على
الشرف الرفيع الذي تأذى و جُرح و إندثر و دفن حتى أصبحنا اليوم أمة
بلا شرف .
سلامً على
فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و علي –أسد الوغى- .
سلامً على
" آل البيت " بيت طـُهر و عفاف أطهر من أن ينتسب إليه كل فاجراً كاذبً لقيط ، يتلحف بالسواد و قلبه أشد ، يتعبد الله بالحقد و الكره ، قومً كأنهم قطيع تقوده ضباع ليحمون " إبن كلب " .
سلامً على
معاوية الذي لم ينادي " لا إله إلا معاوية " ، لم يضع صورته مواضع
السجود ، لم يقتل طفلاً رضيع ، ولم يهتك عرض مسلمة ، و لم يكن أبداً وضيع كالزعيم
" إبن الكلب " .
سلامً
على "
عمر الفاروق " الذي فتح بلاد فارس فدخل إلهيا نور الإسلام ، لكنه لم
يـُعمِر
القلوب ، فسواد سرائرهم كان أشد ظـُلمة من أن ينشرح بنورالإسلام ، قلوبً
تئـِن ضلالاً و دموعاً كاذبة تلعن عمر ثم تبني لكل قاتلاً وضيع ضريح يـُطاف
حوله .
سلامً على
مبداء " التقية " والتظاهر بالسِلم و المحبة و التعايش ، فها قد زال
القناع بالفجور ، ثم إكتشفنا أنه ما ستر خلفه إلا وجيهً كارهة و ضمائر خربة ، قد كنا
نضن بها خيراً فخاب ضنـُنا حينما إتضح أن القوم ليس في عُرفهم إلا الفجور في
الخصومة .
(( اللهم إن
متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قددا ، و لا تـُرضِ الولاة عنهم أبدا
، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا ))
سلامً على
المذاهب الأربعة والجعفرية ، فقد قسم أتباعها إسلامنا إلى خمس ، كل قسم
إنقسم بدوره إلى ألف ، حتى أصبح كل وضيعً فيها مُـرشِداً وكل سفيهٍ فيه داعية ، و وسيلة
الثبات على الحق عند الجميع هي تكفير البقية .
سلامً على جنة
عرضها السموات و الأرض ، لا تتسع لذنوبنا .
سلامً على
علماء ربانيين إرتدى ردائهم اليوم زبانية ، فنشروا الخنوع كأساسً للعبادة ، و
الخضوع لتمام التوحيد ، حتى إسودت وجوههم التي ما سجدت إلا رياء ، ولم تنشر من
العلم إلا ما يُوقـَد به الجهل .
سلامً على كل
قطرة دم نزفت فيك و منك يا شام ، قطرات كتبت بطهرها ميلاد عُهر الطاغية ، ثم أعلنت بوضوح
، وضوح معالم موتنا .
سلامً على أمة
الإسلام عندما كانت كالجسد الواحد ، فها قد تداعت كل أجزائها ولم يشتكي أحد
.
==========
==========
سواسية نحن
كأسنان مشط متناثرة
نصفع بعضنا بعضاً
، و يركبنا الطاغية
يجمعنا كل شيء ، و يُفرقنا غبائنا
سواسية كل
هاماتنا إلى المزبلة
لأننا نحمل ذنب
الدماء الطاهرة ، و نحمل وزر شامنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق