لماذا حرام ؟ ، لماذا حلال ؟



( هذا الموضوع ليس للتحريم أو التحليل إنما لطرح رأي فقط قد يكون كله على خطأ فأرجوا المعذرة  )


إن الأكل حاجة إنسانية تمد الجسد بالطاقة أو بطاقة الشمس ، و لهذا يشعر الإنسان بالضعف و الهوان إذا ما جاع . والله خلق الإنسان وسخر له الطعام حتى يستمر في الحياة . فالأكل إذاً من ضروريات الحياة
وعلى الرغم من أن لحوم الخنازير و الخمر و المسكرات حرام في الإسلام إلا أننا لم نسمع أي حكماً شرعياً في فعل الأكل و الشرب نفسه ، لم يقل أحداً أن الأكل حرام بسبب لحوم الخنازير ، كذلك لم يقل أحداً أن الأكل حلال . الأكل إذاً كفعل يقع خارج حدود الحرام و الحلال ومن الخطاء تصنيفه بهذا الشكل .
نعم ، هنالك أشياء في الأكل حرام شرعاً وهنالك أشياء مضرة بالصحة وهنالك أكلات حلال لكن تعافها النفس ، أما أن نـُصنف الأكل كفعل أما حلال أو حرام فذلك خطاء .
على هذا المقياس ، هنالك أشياء كثيرة في حياتنا و تفكيرنا أدخلناها عنوة داخل دائرة الحلال و الحرام ، أشياء هي من ضروريات الحياة ومن الأساسيات التي تساعد الإنسان على الإستمرار حياً بشكل صحي جسدياً و روحياً وعقلياً

تعال يا سيدي لنرى كم توهونا في الحرام و الحلال
لنفترض أن إنساناً ما قال أن التفكير حرام ، تسأله لماذا ؟ ، يجيبك لأن بعض الأشخاص قادهم تفكيرهم إلى إنكار وجود الله
أو لنفترض أن إنسان ما قال أن التفكير حلال ، تسأله .. لماذا ؟ ، يجيبك لأن بعض الأشخاص قادهم تفكيرهم إلى الإيمان بالله
منطق غريب !. إن التفكير من ضروريات بناء الإنسان .. ليس حراماً ولا حلال ، هو فعل مزروع في الإنسان من الخطاء تصنيفه .
قد نقول أن بعض الأفكار حلال وبعضها حرام وهنالك أفكار تعافها النفس ، أما أن نقول عن التفكير نفسه حلال أو حرام فهذا سفه و ضرب من الجنون
**********
هي أشياء كثيرة جداً عندما صنفناها بحلال و حرام أخطائنا في حق أنفسنا أولاً ثم في حق المجتمع ككل ، حتى أصبحنا مجتمعاً مصاباً بإنفصام في الشخصية .
فعندما يفعل الإنسان أمراً بشكل مستمر وهو يعلم أنه حرام ، أو أن يترك أمراً بشكل مستمر وهو يعلم أنه حلال ، حينها سيرتبك وسيتوه وستختلط عليه المشاعر ما بين تأنيب الضمير و الخوف و الرجاء و الحزن و الفرح .
عندما نرى طفلاً لم يتخطى الشهر الخامس يتمايل على أنغام الموسيقى و الأغاني ، نفرح . وما إن يكبر الطفل حتى يـُـفاجاء أن الموسيقى و الغناء حرام !. فهل تمايله و تراقصه في الصغر .. فطرة أم أن الشيطان تلاعب به ؟
لماذا نقول عن الموسيقى و الغناء حرام ، ولماذا نقول أنهم حلال ؟!
إن " الموسيقى و الغناء " من ضروريات الحياة و الإنسان لن يستطيع الإستغناء عنهما
نحن منذ أن وجدنا في هذا المجتمع نتعامل مع الموسيقى و الغناء أنهما حرام .. ومنذ وجدنا ونحن نتعامل معهما بشكل مستمر
فكيف نخرج من هذا الإرتباك ؟ سوى بإخراجهما من دائرة الحرام و الحلال
نعم ، هنالك موسيقى و أغاني حرام وهنالك حلال وهنالك موسيقى تعافها النفس ، لكن من الخطاء أن نحكم على الموسيقى والغناء كله أو أن نصنفه تحت أي صنف

نقطة أخرى :
البعض في الغرب حكم على الإسلام كله أنه شر فقط لأن فئات إتخدت الإرهاب مسلكاً لها ، كذلك نحن نتعامل بنفس المنطق عندما نحكم على الليبرالية و العلمانية بأنها حرام وشرك وكفر فقط لأن فئات من الناس إتبعوا أهوائهم !
منطق أعوج أن نحكم على شيء دون معرفته وأن نكتفي بالنظر إلى الجزئيات لنـُـعمم الحكم على المجموع .
ولنقس بهذا المنطق ( كتب الفلسفة ، النظريات العلمية ، الروايات ، الفن ، المسرح ، السينما ، التمثيل ، الغناء ..... )
بل حتى الأشخاص لا يجوز الحكم عليهم بالمطلق لكلمة قالوها أو فعل فعلوه ، أحدهم قال أن طارق السويدان كافراً زنديق ! سأله المذيع لماذا ؟ فأجاب " ألا تراه قد أدخل الموسيقى في قناته الـتلفزونية ؟ " ، هذا الشيخ الفاضل حكم على شخص من منطلق الموسيقى مع أن الموسيقى في الأصل يجب أن لا تـُـصنف بحلال أو حرام
أصبحنا بهذه العقليات فارغين تماماً ، ننظر لكل شيء إما حرام أو حلال ، إما أبيض أو أسود . وبهذا المنطق الأعوج مازلنا لم نتزحزح عن أماكننا في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو المقدمة .
يتسارع الكل في درب الحضارة ويـُـبدعون في الموسيقى و الغناء و العلم و الأدب و الفلسفة ، ونحن مقيدون بحدود الحرام و الحلال
فمتى يا سيدي الكريم تعي أنها أشياء ليست حرام و ليست حلال ؟ ، متى تـُدرك أن الإنسان إذا ما سار على الحبل يسير ببطء خوفاً من السقوط
**********
الحرام و الحلال ليستا المشكلة فقط ، فهنالك المستحب و المكروه ، العيب و اللاعيب ، البخل و الكرم ، ومتناقضات كثيرة تحيط بنا
ولولا أنكم أناس تتململون لأكملت

0 التعليقات :

إرسال تعليق