أيها الكافر، قـم فـآذن



---------- صيدلية الروح ----------
عندما نقف مع أنفسنا سنرى حياتنا تفيض غماً وهما ، قلقاً و أرقاً ، تشتتاً وتشوهاً .
جسدياً .. فكرياً .. حتى روحياً
---------- صيدلية الروح ----------

أوشوا : لتكن رحلتنا سلسلة متصلة ، متواصلة مع محيط الوجود اللامحدود ، مع كل نفس ، وكل حياة ، لتغدو حياتنا أكثر تناغماً وتوازنا بين اللعب و العمل ، التوتر و التحرر ، المسؤولية و الحرية

حرية الاختلاف لا حرية التعدي :
الاختلاف سنة كونية حتى الصراع والتنافس ودفع الناس بعضهم بعضا أمر فطري ومطلب لإعمار الأرض ، فالله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتآلف ويكمل بعضنا بعضا ، أما فيما يتعلق بالعقائد فالمبدأ القرآني يؤسس للحرية العقائدية { لكم دينكم ولي دين } وهو مبدأ يضمن استمرار التعايش بين الناس حتى مع اختلافهم في العقيدة
جميع البشر مستخلفون في هذه الأرض وعليهم تقع مسؤولية إعمارها ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتعاونهم والتعايش مع بعضهم بعضا على الرغم من هذا التباين العقائدي

حِكم .. جميلة .. ولكن من يعي :
* الاختلاف لا يفسد للود قضية
* إختلافي لا يعني خلافي معك
* اختلف معاك ولكن احترم وجهة نظر
لقد رفض ابن تيمية ما انتهجه بعض المنتسبين إلى السنة هؤلاء الذين لا يتلزمون بمنهج العلم والعدل أمام مخالفيهم فسماهم " المتسننة " وهم الذين ( قابلوا باطلا بباطل، وردوا بدعة ببدعة ) ، وأوضح أن مثل هذا النهج يثير الفساد ولا ينصر الحق ، فقال ( لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ، وإلا فسيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات فيتولد فساد عظيم  )

قصة .. جميلة .. لمن يفهم
أحد أئمة المذاهب الأربعة وقف بعد الصلاة وصلى ركعتين فجائة شخص وأمره أن يزيدها أربع ، فقام الإمام وصلى ثم أنكر طلابه هذا وقالوا إن في مذهبك لا يصح الزيادة عن ركعتين بعد الصلاة ، فرد الإمام : " وهل خالفت الإسلام ؟ "

---------------------------------

في كبِد الحياه ، عندَ قلب الوجود ، على مُنحنيات الخريّطه ، وفوقَ تضاريس المجَره . وبصوتِ الواقع ، وعينُ الحقيقه تجاذبنا أطرافِ الحديث ، تَبادلنا حكاياتُ الطريق .
قلتُ وقالَ رغم ما بيننا من مسافات ، وكم تفصلنا المتاهات . أصولنا متشابهه فروعنا مختلفه ، لي مقاييس تمُيزني وله معايير تخُصه ، أنا هُناك حيثُ الشمال وهو في أقاصي الجنوب . بيننا أشواطٍ وأشواط ، وحولنا أميال وأميال
ولكِن الوجود بدوني ناقص ، والكون بدونه غير مكتمل ، فلولاي ما نجحت حياه ولولاه ما أستمرت حياه . إذاً كم أنا أحتاجُه وكم هو يحتاجني . فلـ نـُعلنها معاً ، لـ نـُسمِعها للزمن ، أنني و أنت كلانا يُكمل الآخر .
لأن البشر بإيمانهم وكفرهم تحتاجهم الحياة ، والليل و النهار كِلاهما يُكمل الآخر لتستمر الحياة

---------------------------------

لنبداء الموضوع ،،،
عندما ذهبت لأحد البلدان وقفت في الطريق تائهاَ
فأستوقفت رجلاً ماراً وسألته أين الطريق " ولا يهم الوجهة " فالأهم الوصف
قال الرجل : إذهب من هذا الشارع حتى تصل إلى نهايته ستجد على يمينك مسجداً وعلى يسارك كنيسة وستصل إلى مبتغاك بعد الكنيسة بأربع محلات
شكرته وما إن وصلت إلى نهاية الشارع حتى أنساني جمال الإختلاف غايتي
في تلك اللحظة تمنيت أنني ملكاً أو صاحب سلطة أو رجلاً له أتباع ، وأول قرار سأتخذه في وطني تكفير من قال أن الإختلاف حرام
لكنني لست أياً من هؤلاء ولا صوت لي يُسمع ، وما أنا سوى إنساناً كئيب أكره السوق الذي تكون بضاعته في كل المحلات نفسها ، أكره المطعم الذي لا يُقدم سوى وجبة واحدة ملحها زائد
لذلك أستغرب جداً عندما أجد سعودي يتحدث في الإعلام عن رأيه حول قضية ما ، فقد إعتدت أن المواطن لا يستطيع أن يتبين له رأي ، فدائماً هنا بل ربما هو شبه إجماع أن يكون رأي الجميع واحد( شعوري شعور أي مواطن سعودي )
فكيف يخرج الرأي المخالف عندما تعرض جميع المحلات صنف واحد أو أن تطهو جميع المطاعم وجبة واحدة
كيف بالله يفكر الإنسان وهو لم يقراء في حياته سوى كتاب واحد ثم يعيده فوق الرف ، ثم يتلقفه في اليوم التالي ليقرأه ، إلى متى ؟

إن الإنسان عبارة عن جسد و روح و عقل
الإنسان روح و الجسد مركبه و العقل فقط مجداف ، وبهذا سيصل إلى بر الأمان ، ونحن في هذا الوطن أجسادنا هزيلة حينما إبتعدنا بها عن الملهيات وإكتفينا بالأماني أن نلهو بعد الممات !
أرواحنا حزينة لأننا لا نطعمها سوى من نفس الطبخة ودائماً بنفس الوصفة
عقولنا جائعة فلا إختلاف هنا يُغديها
ثم بعد هذا نسأل الله أن نصل سالمين إلى بر الأمان ! ، فهل سنصل ؟

حينما يتسرب الماء إلى المركب ، ويُكسر المجذاف ولا يقوى المُجذف على التجذيف فأين سنصل ؟ سوى إلى القاع !

أيها الكافر قم فأذن
أنا مسلم .. مؤمن .. موحد .. وفقط . أشياء كثيرة أجدها في من يُخالف مثيرة للغثيان بكل صراحة
أختلف مع الصوفي حينما يتعلق بالأوهام ومن ثم يدور في حلقات لا جدوى منها .
أختلف مع الشيعي حينما يضرب نفسه كالمجنون بحثاً عن التطهير .
أختلف مع العلماني حينما يتخذ من العلم إلاهاً وأراه منطقاً غريب لا أستسيغه .
أختلف مع الملحد حينما أراه يُفني عمره بحثاً عن الله فقط ليكفر به ! .
أختلف مع الليبرالي حينما لا يبحث في زوايا الحرية سوى عن الشهوة .
لكنني لا أختلف مع من يوافقني في الدين و المذهب والعقيدة ، بل أكره فيه موافقته لي فقط لأنه لم يجد بضاعة أخرى أمامه
نحن يا سادة كفرنا الصوفي ، الشيعي ، العلماني ، الليبرالي ، وغيرهم
ألقينا على الكل تهم الإلحاد و الكفر و العمالة لإبليس ثم إستفردنا بالسوق و إحتكرناه ، ثم إنا لم نعرض فيه سوى بضاعتنا ، ثم وللأسف لم ننتبه إلى أن من يدخل السوق ليس أمامه أي إختيار
والكافر في هذا الوطن لم يبني صنماً ليعتكف أمامه ولم يدعي أنه وجد إلاهاً أخر غير ما نعبد بل حتى إنه لم يقل أن صلاة الفجر ثلاث ركعات ، فكيف وأين وجدناه قد كفر ؟ ، لا أدري
لكني أعلم أنه على كفره إن لم يؤذن في الناس فستسحيل الحياة
فالكفر و الإيمان كالليل و النهار إختفاء أحدهما توهان لمعالم الحياة

لنعترف بأن مجتمعنا كله مُسيطراً عليه من قبل أشخاص يتحدثون بطلاقة ، ألفاظهم رنانة ، و يعرفون كيف يتلاعبون بالكلمات و العبارات ، ثم لا شيء أبعد من ذلك !
إنها مجرد لعبة قد تعلموها جيداً فكسبوا منها المال و السلطة و الإحترام في كل مجال حتى غذا العقل محشواً بكم هائل من السخافات و الترهات