وطناً بنفس الملامح

في السعودية ،،،
الدين : الإسلام
الطائفة : السنة
المذهب : الحنبلي
العقيدة : السلفية
اللغة : العربية
الدستور: القرآن و الحديث
لون البشرة : قمحي مع علامة فارقة
الزي : الثوب و الشماغ
و الشمس التي تُشرق على هذه البلاد تعكس على نفس ملامح الظـِلال
والقمر متى ما إعتلى قرص السماء تتصاعد إليه نفس الزفرات
لم يتبقى إذاً إلا أن نبحث عن أنسابنا فربما إنتهينا إلى نفس النسل .. حينها سنكتمل .

وطناً مثل هذا يجب أن يكون أنموذجاً للعالم أجمع في كل معاني الرقي والتعايش ، أن يكون مثالاً يُحتذى في التسامح و التوافق ، بل كان الأجدر أن نكون المدينة الأفلاطونية .

لكن للحقيقة رأي أخر .
ولا أتحدث عن الخلافات التي تقصف بالمجتمع إنما عن السبب .فجميعنا متشابهون ، جميعنا كالأخوة ،عائلة واحدة كبيرة ، فما السبب إلى وجود خلاف ؟
الجواب : أن أهم أسباب نشوء الخلافات هو عدم وجود إختلافات ! ، حتى أصبح تشابهنا داءً !
ووطناً بهذه الملامح " تحديداً " لا يـُمكن أن يكون التعايش فيه سلمي ، ولا مكان فيه للتسامح بين الأخوة لأن وجود النقيض أمراً ضروري في كل مجتمع ، ولأن بضدها تعرف الأشياء .
إسلامنا أصبح عادة ، إعتدنا جميعاً عليه حتى بتنا نركع و نسجد و نوميء بلا شعور ، وهذا مرده الأول و الأخير إلى إكراه الناس على الإيمان .
فمن المُتعارف عليه أنه عندما يتم فرض رأي واحد على كامل المجتمع فهذا لا يعني أبداً توحيد الصف إنما هو إستبداداً ، ولا يُكسر الإستبداد إلا بالسماح للإعتراض .

-----

خلاف بلا إختلاف ،،،
هنا نجد العديد من الخلافات التي تنشاء بدون وجود إختلافات فعلية، وسببها هو منع سنة من سنن الحياة ، منع أن يكون الإنسان حراً في مايعبد ، أن يكون حراً في كيفية تفكيره وفي ماذا يعتنق ، ونزع الحرية هنا سيؤذي حتماً إلى تحويل الخلاف لصراع " .
والحقيقة الأشد مرارة أن سعينا لدفن كل إختلاف جعلنا نتقاتل على الهوامش كأننا أعداء لا يربطنا رابط !
فطالما ليس من حق الفرد أن يـُـفكر أو يتعبد أو يعتنق إلا داخل إطار ما هو سائد ، فسنعتبره العدو اللدود إن مارس حقه الطبيعي وخرج عن السائد .
ونحن فعلاً في حاجة إلى أن ننظر لهذا الشخص "الخارج عن السائد" أنه العدو ، وحاجتنا إلى عداوته مردها ليس إلى خروجه إنما لتعويض النقص الذي أوجدناه فينا حينما أوهمنا أنفسنا بأننا يجب أن نكون شيئاً واحد لا إختلاف فيه .
للتوضيح : أننا نعادي أناساً لم يرتكبوا جرماً فعلي ، ومرد عداوتنا هو لكي نشعر أننا طبيعيون ، نشعر بأننا نختلف حالنا حال بقية المجتمعات .

-----

الدعوة إلى الإسلام ،،،
في هذا الوطن عندما تـُلقي بكـُتيب إسلامي أو شريط دعوي ، فأنت لا تسعى إلى هداية ذلك الشخص الأخر ، أو أن تجعله يـُسلم ، فالأمر و مافيه أنك تطمع في الحصول على الأجر وهذه وإن كانت بحسن نية إلا أنها أنانية .
فالدعوة لا تأتي عبر كـُتيب أو شريط يـُوزع بالكميات هنا و هناك ، إنما تأتي عندما تستشعر فعلاً أن ذلك الأخر يحتاج لشيء يروي ظماء روحه ، حينها أن تدعوه للإسلام لكي يرتوي لا لكي ترتوي أنت من الأجور .
الشيء القبيح في الأمر أن هنالك من يستغل " الدعوة و النصح و الإرشاد " لكي يضمن عدم خروج أي فرد من أفراد المجتمع عن إطار السائد الذي ألزمنا أنفسنا به ، وهذا ما يـُعرف كنوع من أنواع الإستبداد الديني .
والله قد تركنا لنا كامل حرية الإختيار ، ولم يأتي في الإسلام أن رسم خطاً مستقيم من الملة ، كما لم يأتي فيه أن الخروج عن الخط كفر !

-----

التعدد ،،،
في كل بلدان العالم توجد أنواعاً من التعدد " العرقي ، المذهبي ، الديني ، الفكري ، العقائدي " ، وأكثر بلدان العالم تمنع تعدد الزوجات .
هنا العكس ، فالباب الوحيد المسموح فيه بالتعدد هو الزوجات ، مثنى و ثلاث و تـُترك الرابعة على دكة الإحتياط لتستبدل وقت الضرورة !
ومنعنا للتعدد في هذا البلد قد فتح الباب على مصراعيه أمام التشدد ، فطبيعي عندما لا نختلف على عـِدة أشياء أن نتشدد في إعتناق نفس الشيء .

-----

ختاماً : الوحدة أبداً ليست بالأمر الصحي إلا في وحدة الوطن ، وحدة الخوف عليه و السعي لإنمائه ، وأي وحدة غيرها ستهدم كامل الوطن .
ثم إن الشحنات المتشابهة تتنافر ، لهذا لا نجد قضية واحدة تجمعنا ، لهذا لا نستشعر فعلاً بالوطنية .

0 التعليقات :

إرسال تعليق