جحيم الحياة ، أم جهنم الأخرة ؟


----------------------------------------------------
[[ يا مسلمون .. قوا أنفسكم وأهليكم نارا ]]
[[ وصف النار واحوال أهلها ]]
[[ ولو ترى إذ وقفوا على النار ]]
[[ رحلة الأشقياء ]]
[[ الإعتبار بما ورد في ذكر النار ]]
[[ انــهــا لــظــى ]]
----------------------------------------------------


خطبً و أحاديث و محاضرات و مواعظ و نصائح .. أشرطة و كتيبات و مطويات .. ثم جاء دور التقنية اليوتيوب و الواتس و تويتر .. لم نترك وسيلة للتواصل البشري إلا أدخلنا " جهنم " في الموضوع ، لنخوف بعضنا البعض و يُخوفنا الشيوخ و العلماء من سعيراً و نار تشوي الوجيه .
ما هو حال أهل النار ؟ .. ماذا يأكلون ؟ .. ماذا يشربون ؟ .. أين و كيف ينامون و ما هو فراشهم ؟ .. كيف يتخاطبون ؟ .. وما درجات العذاب في الجحيم ؟
إن جلودهم تذوب من العذاب ثم تتبدل .. ثم يُصب الماء المستعر على رؤوسهم حتى تُصهر من حرارته الأمعاء .. بعدها يُسحبون على وجوههم و هم مقيدون بالسلاسل و الأغلال .. إن النار لا تترك خلية في جسد الكافر إلا دخلته ، فهي تأكل العظام و اللحم و الجلد و المخ ، و آخر جزء تصله هو القلب ، حينها يُعاد إحياءه و يُبدل جلده ليُحرق من جديد .
!!!
لست هنا مُكذباً بالنار و بعذاب السعير ، إنما لكي أتأمل حالنا مع النار ، فنحن نعيش في الحياة لكي لا ندخل النار ، نأكل باليمين لكي لا ندخل النار ، ننام على اليمين لكي لا ندخل النار ، نقرأ القرآن لكي لا ندخل النار ، حتى أحاطت بنا النار من كل مكان و نحن ما نزال أحياء !
-----
الإنتقام يا سادة من صفات البشر ، أن تسرق من شخص فسيثأر لنفسه و ينتقم منك بالقانون أو بقانون الذراع ، غير أن الله مُنزه عن صفات البشر .
يقول أينشتاين : أنا لا أتصور أن الإنسان سيعود بعد موته إلى الحياة فقط لينتقم منه الله ! فالإنتقام صفة دنيئة من صفات البشر .
و الخطاب الديني الذي لا يمتلك أي نهج واضح لبناء مجتمع سليم ، من الطبيعي أن يلجأ إلى تقويم الأتباع عبر منظومة أخلاقية تعتمد على التخويف و الترهيب ، بأسلوب يضج بالصراخ و العويل و التهديد !
هذا الخطاب سيُطور أدواته لكنه لن يُطور خطابه ، لذلك نجده اليوم في كل الوسائل التقنية لكنه بنفس الأسلوب الرجعي في التخويف ، و مجرد أن يكتب الشخص كلمة ( جهنم ) في اليوتيوب على سبيل المثال ستلفحه المحاضرات و الخطب الصوتية و المرئية التي ستُأخذه فوراً إلى أجواء كلها سعير !
لماذا ؟ .. و ماهي الفائدة ؟
أصبح المؤمن إنسان جبان ، ذو شخصية مُحطمة ، يُسلم خوف ، و يعيش حياته يتلفت يمينا و شمالاً مخافة أن تأتيه فِتنة تفتنه فيدخل جهنم ، أو تـصادفه حفره في الطريق فيسقط فيها كافراً بالله ! ثم يموت و هو لا يدري أخيراً صنع أم شراً في هذه الحياة ، رغم أنه قضى حياته بين صوم و صلاة و دعاء و استغفار إلا أنه لا يأمن مكر الله !!
ويح هذا الخطاب الديني ، الذي يُصور لنا الله بهذا الأسلوب الذي أقل ما يُقال عنه أنه إنعكاس لشخصية الشيخ و الواعظ في المرآة !
-----
لا يوجد أتعس من هذا الذي يعيش في الحياة و هو خائف ، يخاف من الموت ، يخاف من الجحيم ، يخاف من المرأة التي ستقوده إلى جهنم عبر عطرها ! ، يخاف من الجن و العفاريت ، يخاف من ظله و من إستخدام عقله .. حتى أصبحت الحياة نفسها جحيمً لا يُطاق خوفاً من جهنم !
ماذا لو صادفنا رجلاً ذهب إلى السجن بقدميه ، فإن سألناه لماذا ؟ يُجيب : أخاف أن أرتكب جرماً فأدخل السجن !! .. ألن تكون نظرتنا إليه على أنه مجنون ؟
فماذا عن حالنا مع جهنم ؟ .. نحن فعلياً نعيش في سجن لا يُطاق مخافة أن نخرج منه ثم نرتكب ذنباً في الحياة لندخل بسببه النار ! ، فأي حياة هذه ؟

أخيراً ... من يُريد أن يخاف فليخاف لكن لا يحق له أن يُخوف الأخرين ، و من يعتقد أن خوفه من الجحيم سبباً كافياً للإيمان بالله فليكفر إذاً لأنه لا فرق بين من يكفر بالله و بين من يتخيله مثل الطغاة!
فلننشر التفاؤل و الخير و الجنة ، و أن الله رحيمً غفوراً عفواً كريم ، فنسبة الإكتئاب بين المؤمنين زادت ، و هذا طبيعي بما أنهم يعيشون في جحيم الحياة ، و يعبدون الله خوفاً من أن يثأر لمعاصيهم .. و الله أرحم الراحمين .

0 التعليقات :

إرسال تعليق