نوافذ التحرش

نافذة أولى: أيها الناس، عليكم أن تدركوا بأن السبب الرئيسي وراء ظاهرة التحرش اليوم هو حالة التدين التي تعيشونها .. كيف لا ؟!، وأنتم تختنقون في ظل هذا الكبت والكم الهائل من الحجب والمنع تارةً بإسم الدين وتارةً باسم الحفاظ على الفضيلة وتارةً لسد الذرائع !. رجال الدين عبر عقود وهم لا يسمحون بأن يلتقي الشاب بالفتاة، لا في مكانٍ عام ولا في مكانٍ خاص ولا حتى داخل بيت العائلة، فكيف بعد كل هذا المنع والحجب لا يتحرش بها وهو منذ عقود لا يعرفها...

المقال التكعيبي

تنويه، إن لم تفهم شيئاً مما سيقال، فهذا لأن المقال تكعيبي، والتكعيبية هي لغة الزوايا المتعددة والوجوه مربعة الشكل، هو أشبه بالتعبير التجريدي، أي أنك إن لم تفهم فعليك أن تفهم جيداً أن لا أحد في زمن التكعيب يفهم شيئاً ! الآن .. خذ الفاعل في كل جملة واقطع كل علاقاته بالفعل، ثم ضع المفعول مكان الفاعل وقل: هذا هو المسئول! لكن إحذر أن تفعل هذا فيما لو كان الفعل حميداً يستدعي التصفيق الحاد وشيئاً من تبجيلٍ وثناء، إن كان الفعل كذلك فعلاً فأعد...

الشياطين الخرس، تنطق بالحق !

بالأمس كانت الشياطين الخرس، خرساء فعلاً، ترى الحق فتتجاهله ولا تتحدث عنه أبداً، ولا يعنيها أن ينتشر الباطل أو ينتصر الضلال. أما اليوم فالشياطين الخرس، أبداً ليست خرساء، بل إنها شياطين ثرثارة، تنشر كتباً، خطباً، تغريدات، تظهر في الإعلام كثيراً، تتحدث بالحق في كل مكان وبأي وسيلة. ما عادت مشكلة الشياطين الخرس أنها خرساء، مشكلتها اليوم أنها شياطين ثرثارة، تثرثر بالحق، تنطق بكلاماً رائع لا يختلف على صحته إثنان، إلا أن الحق في أفواه شياطين...

مشاهد .. ضيف الله القرشي

المشهد الأول: تفجيرات تحدث في القطيف، راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم، فأستنكر المجتمع بكل أطيافه هذا الفعل الغير إسلامي ولا إنساني من الأساس، لا لأن الضحية من هذه الطائفة أو ذلك اللون أو تلك القبيلة، بل لأن الضحية "إنسان"، والإنسان دائماً هو "نص" مقدس، بل إنه أقدس المقدسات، دمه، ماله، عرضه، حياته، حريته، وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام (لزوال الدنيا جميعاً أهو عند الله من دمٍ يسفك بغير حق). المشهد الثاني: غضب، إمتعاض، إنفعال، والكثير...

يعني إيه كلمة وطن ؟!

لو أننا نستطيع أن نأكل كلماتنا؛ لكفتنا كلمة "وطن" شر الجوع. لو أن حروفنا العربية قابلة للمضغ؛ لأقمنا وليمة كل الأصناف فيها مشتقة من "و ط ن"، ولتجمعنا حولها لنباشر الأكل إلى أن نشبع ونُصاب بالتخمة. لو أن كلمة وطن تُؤكل؛ لما بقي في العرب جائعًا، لكنها -للأسف- مجرد كلمة غير قابلة للأكل، كلمة لا تُسمِن ولا تُغني من جوع. إنها مجرد حروف تُزخرف أحيانًا بالتشكيل، وأحيانًا تُكتب عارية، وفي الحالتين ستؤدي لنفس المعنى، ومعناها العربي المعاصر:...

الليلة الثانية بعد الألف

عند بزوغ فجر الليلة الأولى بعد الألف، صاح الديِّك معلِنا بأن الصباح قد لاح، فسكتت “شهرزاد” عن الكلام المُباح، وفي غُنجٍ ودلال تثاءبت ثم استأذنت لتنام، فأذِن لها “شهريار”. نهضت قاصدةً سريرها المفروش بالريِّش، وحين وصلت ألقت بجسدها عليه وأستلقت، ثم تقلّبت على وسائِد الحريِّر، وتقلّبت ثم تقلّبت، ومضت ساعة وساعتان وهي في أرق، فأخذت ترجوا النوم أن يزورها وإن من باب الإعياء، ولكن هيهات لها أن تنام والملل يُحيِّط بها من كل إتجاه، وكيف لا يخنقها...