جزى الله الشدائد كل خير

الحاضر .. محطة نرتاح فيها قليلاً من رحلة الأمس ثم نتجهز لرحلة الغد. السعودية تشهد اليوم وتعايش تحولات كبرى، تحولات ستؤثر عليها من كل النواحي "سياسياً وإقتصادياً وثقافياً" .. تحولات ستغير ملامح هذه الدولة للأبد، ولن يعود الوضع برداً وسلاماً إلا لو عاد الزمن إلى تلك اللحظة التي تم فيها الإعلان عن "عاصفة الحزم" وتم منعها من الحدوث، وطالما الزمن لن يعود فعلينا أن تتأقلم مع حقيقة أن رغبتنا في النهوض وفرض الذات طبيعي أن تزعج الأخرين كثيراً،...

الطواف حول جيب المواطن

لست خبيراً في الاقتصاد، ولم أمش يوماً في دهاليز السياسة. لست بصاحب فضيلة ولا مثقف نخبوي. لست خبيراً في فنون الإدارة ولم يستضفني الإعلام يوماً بصفتي محلل إستراتيجي ولا رياضي أو حتى معالج روحي، وفي الحقيقة هي أشياء كثيرة لستها. لست إلا مواطن ضمن جموع المواطنين يجلس على هذا الرصيف بجانب جموع الجالسين تحت أعمدة الإنارة، المزاحمين لقطط الشوارع، أراقب ما يجري وأحاول بإصرار أن أفهم إلا أني دوماً أفشل، وكلما فشلت أخذت أسأل الجالسين هنا: هل...

مسوخ بلاد الحرمين

  نبدأ الحكاية من تلك الفكرة التبسيطية للأمور، والتي يتم عن طريقها اختصار تاريخ ألف عام مر على أوروبا بوصفه في عبارة "عصور مظلمة"، وهذا الوصف في حقيقته لا يصف أي شيء لكنه بطريقة ما وجد له الرواج في الأذهان حتى أصبح من المسلمات، ولا أريد الخوض في سمات تلك الحقبة، فلهذا الحديث أهله، إنما أردت الحديث عن عملية ربط ظلامية تلك العصور بالتسلط الكنسي. الباحث في الأمر سيجد أن تلك الحقبة من تاريخ أوروبا لم تكن في حقيقة الأمر ظلامية كما روج لها...

فوضى النسب الشريف

  في البدء لا بد من التأكيد على أن محبة "آل البيت" ليست فعلاً مستحبا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، إنما هي واجب حيث يثاب محبهم ويعاقب مبغضهم، لكن كما أن هنالك أخطاء تمارس في الصلاة والصيام والزكاة، فإن هنالك أخطاء تمارس عند التعامل مع "آل البيت"، هذه الأخطاء المتفاوتة أنتجت اليوم سوقا متكاملا بدكاكينه وبسطاته يتاجر فيه مرتزقة، بضاعتهم مجموعة وثائق مزورة وأشجار نسب مفبركة تباع لقاء دراهم معدودة فيشتريها زبائن مرضى بعقد نفسية متعددة ربما أقلها...

وما العلم إلا من أساطير الأولين!

الخرافة والأسطورة لا تنتمي بالمجمل إلى عالم الخيال والميتافيزيقيا، فكثيراً من الخرافات والأساطير إن تتبعناها سنجدها مجموعة من القصص والحكايات التي دونت وقائع وأحداث وشخصيات وحتى كائنات حقيقية لكن بأسلوب رمزي تخيلي بغرض تخزين هذه المعرفة وحفظها من الإندثار، ما يعني أن الأسطورة والخرافة في حقيقتها هي أدوات تخزين وحفظ للمعرفة الإنسانية، وهي بهذا لا تنتمي لعالم الخيال إلا في النادر. واليوم، بيننا في العرب من يلعب لعبة خطيرة، لعبة من شأنها أن...