مشاهد .. ضيف الله القرشي

المشهد الأول: تفجيرات تحدث في القطيف، راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم، فأستنكر المجتمع بكل أطيافه هذا الفعل الغير إسلامي ولا إنساني من الأساس، لا لأن الضحية من هذه الطائفة أو ذلك اللون أو تلك القبيلة، بل لأن الضحية "إنسان"، والإنسان دائماً هو "نص" مقدس، بل إنه أقدس المقدسات، دمه، ماله، عرضه، حياته، حريته، وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام (لزوال الدنيا جميعاً أهو عند الله من دمٍ يسفك بغير حق). المشهد الثاني: غضب، إمتعاض، إنفعال، والكثير...

يعني إيه كلمة وطن ؟!

لو أننا نستطيع أن نأكل كلماتنا؛ لكفتنا كلمة "وطن" شر الجوع. لو أن حروفنا العربية قابلة للمضغ؛ لأقمنا وليمة كل الأصناف فيها مشتقة من "و ط ن"، ولتجمعنا حولها لنباشر الأكل إلى أن نشبع ونُصاب بالتخمة. لو أن كلمة وطن تُؤكل؛ لما بقي في العرب جائعًا، لكنها -للأسف- مجرد كلمة غير قابلة للأكل، كلمة لا تُسمِن ولا تُغني من جوع. إنها مجرد حروف تُزخرف أحيانًا بالتشكيل، وأحيانًا تُكتب عارية، وفي الحالتين ستؤدي لنفس المعنى، ومعناها العربي المعاصر:...

الليلة الثانية بعد الألف

عند بزوغ فجر الليلة الأولى بعد الألف، صاح الديِّك معلِنا بأن الصباح قد لاح، فسكتت “شهرزاد” عن الكلام المُباح، وفي غُنجٍ ودلال تثاءبت ثم استأذنت لتنام، فأذِن لها “شهريار”. نهضت قاصدةً سريرها المفروش بالريِّش، وحين وصلت ألقت بجسدها عليه وأستلقت، ثم تقلّبت على وسائِد الحريِّر، وتقلّبت ثم تقلّبت، ومضت ساعة وساعتان وهي في أرق، فأخذت ترجوا النوم أن يزورها وإن من باب الإعياء، ولكن هيهات لها أن تنام والملل يُحيِّط بها من كل إتجاه، وكيف لا يخنقها...