
إن الإنسان ليس بسمكٍ نافِق، ولا قِطعةِ خشب يتقاذفها التيار كيفما
شاء، إنه إنسان. ولأنه إنسان فمن الطبيعي أن يجرِفهُ التيار أحياناً ثم يُقاوِم الانجراف،
أما من يستسلم للتيار يتلاعب به كيفما كان، فهذا لا يختلف عن السمكِ النافق أو عن قِطعةِ
خشبٍ مُلقاة. وإن كان السائِد تياراً فإن السائرون عكس التيار كثيراً ما شكلوا تياراتٍ
مُعاكِسه، لتتجمع العِصابات من كل اتجاه وتلتقى لتتصادم فقط، مُكوِنةً حولها مواجهات
مريرة تجعل ثقافة الجميع ثقافة...