استثمار البؤس إعلاميا !

ابنتي البالغة من العمر عشرين عاما صماء بكماء. وأخوها الذي يكبرها بخمس سنين مصاب بالشلل التام. أما أكبر أبنائي فقد بلغ الخامسة والثلاثين وهو مدمن عاطل وفيه سفه. كل هذه الظروف جعلت من زوجتي إنسانة مضطربة نفسيا لا يعول عليها. وأنا قد هرمت، بالكاد أقوى على الوقوف!.. وقبل أن ينتهي المحتاج من سرد قصته، مال المصور إلى الإعلامي بجانبه وقال: أعتقد أن هنالك شيئا ناقصا في القصة؟ فرد الإعلامي: الشيء الذي ينقص المشهد هو أن منظر هذا المحتاج...

عواء الذئاب البشرية

آهٍ من هذه المرأة، مشيها إِغراء، وضحكها إغواء، وغنجها يذل أعزة، فكم من فارس مقدام وقع أسير عينيها، وكيف بِشاب "هلفوت" في حاضر بائس أن ينجو من حبائلها؟ هذه هي صورة المرأة في عقلية المجتمع الذكوري، إنها فتنة متيقظة كأفعى تتربص لتلدغ سما يذهب العقول، وإن أراد المجتمع أن يخفف من نظرته إليها سيراها باب إبليس إلى الرجل المسكين الذي لا يملك حيلة تجنبه فتنتها مهما كان قويا. ثقافتنا ملبدة بالأفكار التي تصف المرأة بأنها كل شيء إلا أن تكون...

مجتمع المرحلة المتوسطة !

الآن وبعد انقضاء عشرين عاما على التخرج من المرحلة المتوسطة، هاهي الذاكرة تعود بي إلى تلك المرحلة بكل فوضويتها وانفعالاتها وما فيها من اكتئاب وحاجة إلى التمرد وبحث عن الاستقلابية والكثير جدا من الغضب غير المبرر دائما. أعود بالذاكرة إلى تلك المرحلة فيتملكني شعور بالشفقة على المعلمين، لأنهم بخلاف معلمي المراحل الأخرى، كانوا يعلّمون ويربون ويوجهون ويشرفون ويراعون ويواسون ثم لا يجدون إلا السخط والغضب والكره، وأحيانا يتطور الأمر إلى مواجهتهم...