إعجاز بلا إنجاز

مُوجد هذا القرآن هو خالق الوجود، فلا عَجب إذاً أن يطابق القرآن ما في الوجود!، والإنسان جزء من هذا الوجود قد خصه الله بتوجيه الخطاب القرآني له ثم حبَاه بالقدرة على قراءة الوجود، ولأن الإنسان كفور قد جاءه التحدي الإلهي بأن يأتي بمثل هذا القرآن أو جزءا منه، فقَبّل الإنسان التحدي وراح يحاول ولا يزال حتى الساعة متأملاً أن يوجد الثغرات التي يَلج منها لإبطال القرآن، فباءت كل المحاولات بالفشل وستبوء في الغد، ولن يتعلم الإنسان من كل هذا الفشل المتعاقب...

القانون والمغفلون!

تتضاءل المدينة شيئاً فشيئاً تحت أقدام المسافر، فينظر إليها قبل أن تتقزم وتختفي عن ناظريه تحت السحاب ليفاجأ بأن مدينته أصبحت بحجم علبة سردين، الزحام الخانق فيها لم يخلق أُلفة ومودة بين المتزاحمين، لأن هنالك مفهوما درج في مجتمعه العربي أن القانون لا ولن يحمي المغفلين، مما حدا بالأفراد أن يكون همسهم ريِبة وتبادلهم للنظرات احترازاً ولغتهم مشبعة بالاستظراف المصطَنع، ومشاعرهم مجرد وسيلة تنتهي بتحقيق مصلحة، كل هذا حتى لا يوصف أحدهم بالمغفل فيتجاهله...

حادثة الهيئة والجدل الاجتماعي

قضية وفاة الشابين في اليوم الوطني بسبب مطاردة رجال الهيئة لن أتناولها في المقام الأول هنا، لأن ما لفت نظري أكثر هو الجدل الاجتماعي الذي دار حول القضية، هذا الجدل يعتبر قضية أخرى بحد ذاتها، فالبعض أخذ يدافع عن الهيئة وفي طريقه راح يوزِع التهم على الطرف الآخر تارة بالنفاق وتارة بالفسوق وأخرى بكره الدين وأهله، ولم تتبق تهمة إلا وألقيت على من ينتقد الهيئة! وفي المقابل راح الطرف الآخر يصف الهيئة وكل من يقف في صفها بأوصاف كارثية بمعنى الكلمة، من يتتبع...

ما الذي تفعله المرأة السعودية في المجتمع؟

ما الذي تفعله المرأة السعودية في المجتمع؟ هل هي منفذة لأجندة تغريبية؟ أم باحثة عن حقوقها؟ إن آمنا بأنها فعلا تنفذ أجندة تغريبية، ألسنا بهذا الاتهام نقلل من قيمة المرأة؟ هذه المرأة التي لا تزال تثبت كل يوم أنها أكبر بكثير من أن تكون مجرد أداة تغريب!.. إن تهمة التغريب التي كثيرا ما تتهم بها المرأة السعودية عندما تطالب بحقوقها ليس لها إلا أحد تفسيرين؛ التفسير الأول: أن تكون التهمة من نسج خيالنا، وتلك مصيبة لأننا حينها نتهرب تماما من المسؤولية -كالعادة-،...

بين أحياء الفقراء وأحياء الأغنياء

كل شيء في الأحياء الراقية مرتب جداً ومنظم بشكل مثالي، للحد الذي يُشعِرني بالملل، كل الخدمات متوفرة هنا إلا الحياة! نعم، لا أستطيع الشعور بالحياة داخل الأحياء الراقية، فمنظر الأسوار العالية تُحيِلها قلاعاً، كأن الجميع بداخلها مسجون بكامل إرادته، والشوارع شبه الخالية من المارة تجعل المكان مُوحشاً وحشةً يستحيل إخفاؤها بتناسق الأشجار والأضواء، وساكنو هذه الأحياء كأنهم قد كرِهوا السُكنى فيها لاختفاء الحياة عن أحيائهم، كرهاً جعلهم يطوفون العالم على...