صداع اللجان المزمن

المشهد الأول.. الزمان قبل 1400 عام، المكان أم القرى، الحدث، قام أبو جهل مكفهرا وقال: "والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد"، قالوا: "وما هو يا أبا الحكم؟"، قال: "أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا وسيطا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعمدوا إليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا".. واضح من خلال حديث المأفون أبي جهل أنه كان يتحدث عن تكوين "لجنة" لقتل النبي –عليه الصلاة...

خذوا الحكمة ... عن نُخبٍ ضيعت دروبها

عندما يبحث العاقِل عن حكمة عابرة في أحاديث مجنون، فهذا لا يعني بأن المجنون بات يعقِل فجأة، بل يعني أن عقل العاقل قد أُصيبَ بالإرهاق جراء محاولات فِهم الأحداث التي تأتي بها الحياة، إرهاقاُ يمنع العقل من الإستيعاب أكثر .. وبما أن -الحديث ذو جنون- فها هو مجنون الحارة الذي لم يعد له وجود اليوم، ولا أدري صراحة لماذا إختفى عن الحارة؟ لقد كان وجوده ضامناً لتوازن الحياة، فمنذ إختفائه والجميع أصبح مُطمئناً إلى كمّال عقله، إطمئناناً أقنعهم بعدم الحاجة...