كان العشم


كان العشم عندي أكوام .. وما بقي إلا لمم

 

ناس عديتهم لي حزام .. طلعوا كومة رمم

 

والظاهر إني طولت في الأوهام .. وما صحيت إلا على نص الفلم

 

إلي سوى انه الذيب السمام .. آخر الفلم راح مرعى غنم

 

والشنب إلي مسوي فيها ضرغام .. طلع راسم الشنب بقلم

 

يلا .. العشم بالله قدام جور الأيام .. ولا أكثر الناس وجودهم والعدم





 

انتهت الحكاية


كذا انتهت الحكاية ..

بنهاية ما لها أي معنى

مجرد ناس .. جرحوا مشاعر ناس

وناس صاحو .. ليش يا ناس

وناس ماهم ناس .. لا والله ماهم ناس

وناس .. ذنبهم إنهم عيال ناس

وهذي كل الحكاية


**


فـــ عيش .. يا عمي عيش

لا تسأل كيف وليش

كل ما في الموضوع إنك لقمة عيش

والجوع مخليهم في حالة طيش

لا تنتظر آسف .. أو تعتقد إنهم راح ينهشوك بس بشويش


**


عيش .. أقولك عيش

الكلاب بعد ما تنهش .. ما راح تجيك وتقول : والله معليش !

معليش .. الموضوع واضح مافيه أي تشويش

كلاب .. وهذا دورهم

دورهم ينهشوا لحمك

ودورك تداوي جرحك

وكل ما هدو فيك .. ترجع تبني نفسك


**


في الأخير  ..

الحكاية كلها عنك

مالهم فيها غير يلهثوا ورا ظلك

فخليك دايم على رجلك

وقد ما تقدر مد في ظلك

ومهما يزيدوا .. لا يهمك

تراهم عايشين على حسك






بحر بلا مينا


 

يقول عبادي :

كل ما نرسى في مينا .. نقول مينا ثاني

 

وأقول :

ليش تدور مينا ثاني ؟!

وإنت بعدك ما وصلت الأول .. ولا راح توصل


مافي مينا ..

يا عبادي .. مافي مينا

هذا بحر ممدود .. والموج شايش

يخنق العاقل ويطبطب على الطايش

يبلع الطيب وتارك الملعون مبسوط وعايش


**


مينا !

جاي تدور على مينا ؟!

إلا البلا فينا

يا عبادي والله البلا فينا

ما تعلمنا العوم بين الحشايش

ولا عاد يمدينا .. فرصة وراحت علينا

أول ما نزلنا الغوص .. إحنا اللي ربّطنا يدينا

ولا عيال اللذين .. رموا كل القيود .. ولابسين الغوايش


**


هذا البحر مو لينا .. والله العظيم ماهو لينا

لا تدور على مرسى ولا مينا .. مافي هنا غير الجحور والخشايش





تايه


نصي هنا .. وهناك نصي الثاني

بعضي ماهو مع بعضي !

يمكن أكون تايه ؟! .. يمكن

يمكن ماني لاقيني ؟! .. يمكن

بس الأكيد .. عجزت أفهم زماني

**

قطعت مسافات ومسافات .. لقيتني مكاني

وقفت .. ما لقيت مكاني !

**

سولفت مع الناس من قلب .. قاموا وخلوني

بديت ألف وأدور .. رجعوا وسمعوني

**

قضيت عمري ماشي في حالي .. بس الحال ما كان يمشي

أول ما لفيت .. مشيت أحوالي !!

**

سنين وأنا مصفي نيتي .. وسنين والغبار مالي أجوائي

غبرتها .. سار الجو صافي

**

مدري اقول يا رب .. أرحمني

ولا ربي كذا راحمني





دقايق


يقول عبادي  :

دقايق .. لو سمح وقتك .. دقايق

انا مشتاقلك بالحيل وضايق

 

وأقول  :

وقتي ما يسمح

وقتي ما يسمح أشوفك لو ثواني

الثواني كثير عليك .. جاي تطلبني دقايق  !!

 

يا دمك  ..

نسيت إيش سويت فيا ؟!

يوم كان الوقت وقتك .. ولعت في قلبي حرايق

حرايق رمدت أحلامي .. كيف بتحييها يابو دقايق ؟!

 

تحسب إني نسيت .. طعنتك ليا ؟!

ليالي وأنا اتلوى .. وإنت مبسوط ورايق

ولا نسيت كيف غدرت بيا !

ولا حسبت حساب رب الخلايق

 

واليوم تجيني مخنوق وضايق  !!

أقول يلا بس .. حل وفارق


العلاقة ما بين السحر والدين

 


أيهما خرج للوجود الإنساني أولاً، السحر أم الدين ؟! .. وهل خرج السحر من رحم الدين أم إن الدين إبن السحر؟!
في الحقيقة لا توجد هنا إجابات يقينية جازمة، إنما فرضيات، فمثلاً "هيجل" يرى أن هنالك عصراً قديماً أو عصر ما قبل التاريخ، وأن طقوس السحر والشعوذة قد سادت ذلك العصر، وأن الساحر في تلك الأزمان البعيدة كان هو سيد القوم وهو صاحب الهيبة والمكانة الاجتماعية، وهذه الفكرة صاغها "فريزر" في نظريته التي افترض من خلالها أن الإنسان البدائي حاول أن يتحكم بالطبيعة من حوله فأخترع الطقوس السحرية والشعوذة كأدوات تُمكِنه من التحكم في الطبيعة، لكن عندا اكتشف بأن هذه الأدوات السحرية لا تُجدي نفعاً إتجه شيئاً فشيئاً للدين.

في رأيي أن مثل هذه الفرضيات لا تصح، فالدين والسحر كانا شيئاً واحداً منذ الإنسان البدائي "الإنسان الصياد" حتى زمن الحضارة الفرعونية، لا يُمكِن خلال كل هذا التاريخ أن نفصل بين السحر والدين، فالطقوس الشعائرية التعبدية وقتها كانت تعتمد على ترديد الطلاسم السحرية والدوران حول النار وتقديم القرابين البشرية، هذا هو الدين المعتمد الهادف لتسخير قوى ما ورائية، بمعنى أن السحر عند الإنسان البدائي "الصياد" حتى السحر عند الفراعنة لم يكن شيئاً مخيفاً تتم ممارسته في الأماكن المظلمة كما يحدث اليوم، والدين أيضاً لم يكن لعبادة الله أو لجلب الراح والطمأنينة إنما كان الهدف منه تجنب غضب الشياطين والوحوش والأرواح الشريرة، ومثل هذا الدين لا يحتاج فيه الإنسان للدعاء والصلاة إنما للسحر والشعوذة.

***

السحر والدين مرا بثلاث مراحل أساسية ..

المرحلة الأولى: مرحلة الإنسان الصياد، الذي كان يعتمد على الصيد في حياته، وكان يسكن الكهوف أو يعيش في السهول المفتوحة، وقتها كانت الحياة قاسية موحشة صارمة، وحياة بهذه القسوة تتطلب ديناً يعتمد على السحر والشعوذة وذبح البشر كقرابين والدوران حول النار لتجنب خطر الوحوش أو غضب الشياطين.

المرحلة الثانية: مرحلة الإنسان الزراعي، أو مرحلة الزراعة، التي ظهرت فيما بعد وبدأ خلالها الإنسان يستقر ويستأنس الحيوان ويروضه، حينها لم تختفي الحاجة للسحر إنما اختفت الوحشة والحياة الصارمة فتحول السحر من عملية تُمارس في الأماكن المظلمة لعملية تُمارس علناً وأمام الجميع، تحول الدين من دين يُجنِب الإنسان خطر الوحوش والشياطين لدين يسترضي الآلهة.

المرحلة الثالثة: مرحلة الحضارات والمدن، كالحضارة الفارسية والبابلية واليونان والإغريق والحضارة الفرعونية، كل هذه الحضارات لم تنظر للسحر أنه شيئاً منفصلاً عن الدين، إنما كان هو الدين المعتمد لكن بشكل يُلائم الحياة في المدينة.
بمعنى، أن الساحر الذي كان يخاطب الوحوش والشياطين عند الإنسان الصياد، أصبح يخاطب كائنات نورانية عند الإنسان المزارع، ثم أخذ يُخاطب الآلهة حين عاش البشر في المُدن، الساحر الذي كان يمارس الطقوس السحرية ليُجنِب جماعته خطر الحيوانات البرية المتوحشة، أصبح يمارس طقوسه ليُمكِن جماعته من ترويض هذه الحيوانات، ثم وفي المدينة أخذ يُمارس طقوسه السحرية لإسترضاء الآلهة .. وفي كل الأوقات كان الساحر هو الكاهن وهو رجل الدين وهو المُقرب من بلاط القصر، أي أنه لم يكن منبوذاً كما عليه الحال اليوم.

طبعاً المراحل الأخرى "مرحلة الصناعة" ثم "مرحلة العلم" ثم "مرحلة التقنية" التي نعيشها اليوم، كل هذه المراحل لاشك أنها أثرت في علاقة السحر بالدين، لكنها أدخلت العلم كمنافس قوي هنا، لكن لأن علاقة السحر بالعلم موضوعاً آخر تجنب الحديث عن كل هذه المراحل.

***

في الحضارات الإنسانية القديمة "البابلية والفرعونية" مثلاً، كانت الآلهة فيها متعددة، أو عوائل من الآلهة، ولكل إله طقوساً سحرية محددة يُعبد بها، ولم يتحول الأمر للتوحيد "أي لعبادة إلهً واحداً خالق" إلا كمرحلة أخيرة وتحديداً في زمن الفراعنة الذي وُلِدت فيه اليهودية.

في بدايات الديانة اليهودية، وقصة موسى –عليه السلام- مع سحرة فرعون، هنا بدأ التمهيد للطلاق الفعلي بين عالمي السحر والدين، من هنا بدأ كل عالم يتخذ شكله المحدد والمختلف عن العالم الآخر، إنفصل العالمين من هذه اللحظات وأصبحت للساحر مهاماً محددة ولرجل الدين مهاماً أخرى مختلفة، ورغم أن الإثنان "الساحر ورجل الدين" يمارسان ما يُمارِسانه بطرق مختلفة إلا أن الإثنان في الأخير يلعبان في ملعب الماورائيات !

فما الذي حدث ؟! ..

الذي حدث أن رجل الدين سواءً كان شيخاً أو قسيساً أو كاهن، حل محل سحار القبيلة، الذي حدث أن الظروف الإنسانية تغيرت فكان لِزاماً على الساحر أن يخلع ثوبه ويرتدي ثوباً جديداً بأدوات جديدة تُمكِنه من الإحتفاظ بمكانته المعهودة .. من هنا يُمكننا القول أن الأضاحي ما هي إلا عملية تقليد لما كان يفعله الإنسان الصياد من تقديم القرابين البشرية، والتراتيل والأدعية ما هي إلا محاكاة لتعاويذ الساحر القديم.

إن الصراع ومحاولات الفصل بين عالمي "السحر والدين" بدأ فعلياً مع الأديان الإبراهيمية "اليهودية والمسيحية والإسلام" كل دين أراد الإستقلال بذاته والإبتعاد عن عالم السحر، وهذا الصراع لا يزال قائماً إلى اليوم بدلالته ما يمارسه رجال الدين سواءً بالصليب أو الرقية الشرعية لإستخراج الجن والشياطين وإبطال السحر، هذا الصراع الذي لا يزال قائماً يُعتبر دليلاً على أن هذين العالمين المختلفين اليوم كانا في السابق شيئاً واحداً.

***

إن فصل السحر عن الدين، ثم فصل الآلهة المتعددة عن الدين، كل هذا يعتبر نتائج عرضية للثورات الثقافية التي حدثت في التاريخ الإنساني، لم يكن الساحر هو هذا الإنسان المُخيِّف إنما حولته الثورة الثقافية التي رافقت الزراعة لمكاناً آخر، لمكاناً أرقى في الحقيقة، فقد تحول الساحر من مجرد رجل يمارس بعض الطقوس عند الإنسان البدائي لموظف رسمي ولكاهن أعلى في الحضارات القديمة، هذه المكانة كانت مرتبطة بتعدد الآلهة، لكن حين بدأت الديانات الإبراهيمية وبدأت الدعوة للتوحيد تم طرد الساحر للخبث والخبائث والأماكن المظلمة، حين ظهرت اليهودية بدأ إجبار الساحر أن يُمارس عملياته بشكل قذر نجس وطريقة تشمئز منها النفوس.

***

هذا ما كان بين السحر والدين .. السؤال هنا: ماذا عن الدين ؟!
في البداية كل هذه الأسئلة، وهذا الموضوع عموماً طويل ومعقد ويحتاج لكتب ومجلدات، إنما أحببت أن أوجز إيجازاً مُخِلاً بالمسألة، أن أبدي رأياً متواضعاً هنا، أن أستقرئ المسألة لا أكثر.

ماذا عن الدين في المستقبل ؟!
لقد دخل العلم والأداوت العلمية في الخط، كان الساحر يتنبأ بوقوع الخطر، فجاء الكاهن ليتنبأ بالغيب عن طريق النصوص الدينية، ثم جاء العالِم ليتنبأ بدوره بالمطر والزلازل ومرور النيازك .. إلخ، وهذا يعطينا دليلاً أن العِلم أيضاً ليس إلا إمتداداً للسحر القديم والدين الحديث.
لقد برز اليوم نمط التفكير العلمي، فهل سيلقى الدين ما لقيه السحر ؟! .. هل سيأتي في المستقبل من سيكتب عن رجال الدين بالضبط ما نكتبه عن السحرة ؟! .. كل شيء وارد، ووارد جداً.
ألا يشبه صراع العلم والدين اليوم ذلك الصراع الذي نشأ بين السحر والدين البدائي القديم ؟! .. فهل سينتصر العلم كما انتصر الدين سابقاً على السحر ؟! .. أسئلة لا أملك إجاباتها.

إن العلم ذاته ليس شيئاً من خارج هذا البيت الذي يتواجد فيه السحر والدين، إن الساحر القديم البدائي كان يستخدم العلم دون أن يُدرِك، كأن يستخدم نبتة لتغييب العقول، كان يستخدم أدوات العلم بطريقة غير واعية وهدفه مخاطبة الكائنات الماورائية "ملائكة أو شياطين أو أراوحاً أو آلهة" .. كان الثوب فضفاضاً عليه فجاء رجل الدين ليأخذ منه الجانب الماورائي ويختص بمخاطبة الآلهة، ثم جاء العالِم ليأخذ من العِلم وينظمه .. وقد تحدث ثورة ثقافية مستقبلية نتيجة لحدثاً ما يزيح العلم أيضاً عن الطريق ويدخل الإنسان وقتها لمرحلة ما بعد العلم.

إنه إن كان الدين هو ما بعد السحر، والعلم هو ما بعد الدين، فما بعد العلم شيئاً مختلف حتماً، لكن هل سيكون شيئاً أكثر تطوراً ؟!، فهنالك قولاً بأن العلم كلما تطور كان أقرب لوصفه بالسحر من كونه يأتينا بمعلومات وحقائق وكأنها من خارج هذا العالم الذي نفهمه، فالعبقرية كعبقرية "أينشتاين" شيئاً لا يمكن فهمه على الإطلاق إلا إن قلنا أنها نفحات ربانية، كما نُحيِّل الأشعار البديعة لعالم الجن، فهل سيكون "ما بعد العلم" علماً كالسحر، أم أم سيعود الدين البدائي القديم المعتمد على الطلاسم والشياطين ليتسيد المشهد من جديد ؟! .. كل شيء وارد والحديث في هذا الموضوع إعمالاً للعقل.


حدثني ثقة


حدثني ثقة، عن رجلاً يثق به، أن أحد الأحبة أخبره ذات يوم، بأنه قد قرأ في إحدى الكتب التي لا يحضره إسمها الآن، كلاماً قاله أحد العلماء الثقات، بأن أبرز علامات جهل المرء أن يصدق كل حديث يبدأه المتحدث بعبارة "حدثني ثقة" أو ما شابهها من عبارات على شاكلة "حدثني أحد الأحبة"  أو "سمعت عن أحد الفضلاء" أو "أثبتت الدراسات العلمية" أو "قرأت في إحدى الكتب التي لا يحضرني اسمها الآن" ... إلخ من العبارات التي لا يقولها المتحدث للتأكيد على صحة ما يتحدث به إنما كي يوهم المستمع أن ما يقوله صحيح ولا غبار عليه، وإن كان ينطق بهراءٍ لا جدال فيه.
كأن يورد قصصاً عن طائر لقلق قتل أنثاه لأنه شك في شرفها، أو عن فتاةٍ أدمنت سماع الأغاني وحين وافتها المنية قالت: أشهد أن لا إله إلا الغناء.

كذلك حدثني ثقة بسندٍ مهترئ مهلهل أن الواجب على الجمهور أن يحيل كل ما يأتي بعد عبارة "حدثني ثقة" لسلة الأكاذيب مع تنبيه قائلها على أن سنده مهترئ مهلهل لا يعتد به بأي حال، فإن لم يفعل الجمهور كما لا يفعلون دائماً حين يفضلون تصديق محدثهم وتنزيهه ثم تنزيه أحاديثه عن كل معيبة، فهذا في حقيقة الأمر ليس ثقةً منهم في محدثهم الفاضل إنما لأنهم يعيشون النتيجة المنطقية والطبيعية لعمليات التجهيل المنظمة والتي خضعوا لها على مدى عقود، تجهيلاً بدء بتحريم الفلسفة وتدريس المنطق ونبذ إعمال العقل وكراهية طرح الأسئلة، إلخ من المساوئ التي من الطبيعي جداً أن تنتج عقولاً تتقبل برحابة صدر كل هُراءٍ لا يمكن قبوله أبداً، والأدهى أنهم لا يقفون فقط عند تقبله إنما يضعونه في خانة المسلمات التي لا يجوز التشكيك فيها أبداً !!.

ومما حدثني به أحد الثقات أيضاً، أن الثقة التي يمنحها المتحدث لمن ينقل عنه قد لا تكون في محلها، فقد يكون ناقل المعلومة كاذباً بطبعه لكنه يمثل دور الصادق فينقل بمراوغة، أو أن يكون ناقل المعلومة رجلاً فاضلاً لكنه يجهل بأن المعلومة التي يحملها لا قيمة لها، والإعتبارات متعددة هنا، لهذا وجب على المتحدث أن يبين إسم وحال ناقل المعلومة كي يتبين الأخرين في أمر من ينقل عنه، أكذابٌ هو أم صادقٌ أم أرعن يطير بكل معلومة على علاتها، فإن حدث وبين المتحدث إسم وحال الثقة الذي ينقل عنه ثم تبين للأخرين بعد التمحيص أن ناقل المعلومة فعلاً رجلاً صادقاً نزيهاً، فالمفترض حينها أن لا يتم قبول المعلومة فوراً إنما يتم نقلها لمرحلة التدقيق والفحص للتعرف على منطقيتها ومعقوليتها، بعد كل هذه العملية يأتي التقرير إما بالرفض أو القبول.

كل هذه العمليات من تمحيص وتدقيق وفحص وإطالة نظر، تجري إن كشف المتحدث عن هوية من ينقل عنه ثِقةً فيه، فكيف الحال وعبارة "حدثني ثقة" باتت تقال دون أن يكون خلفها شخصاً بعينه ؟!، دعاةً ووعاظ وخطباء يسترسلون في الحديث مبتدئين بعبارة "حدثني ثقة" وليس خلفها إلا أشباح، يرددون العبارة وكأنها نوعاً من أنواع القسم والحلف أو لتجنب الإكثار من القسم والحلف، والهدف هو إيهام المستمع بأن ما سيقال تالياً حتماً صحيح ولا غبار عليه بدلالة أنه منقول عن رجلاً ما مجهولاً لكنه من أهل الثقات الفضلاء، إنها عبارة باتت تقال إنسياقاً خلف عاطفة الجمهور أو جراً لهذه العاطفة في إتجاهات محددة، وطالما الكرة بالكامل في ملعب العاطفة فلتُضرب المصداقية والأمانة عرض الحائط، غير مأسوفٍ عليهما.

الآن ما الحل لهذه المعضلة؟، فالثقة المنقول عنه شبح، بمعنى أنه في الغالب لا يوجد ناقل للمعلومة من الأساس، فما الحل ؟!.
إن طالبنا باسم الثقة بغرض التوثق فلن يتم الكشف عنه لا عمداً ولا جهلاً من المتحدث إنما لأنه ينطق بعبارة "حدثني ثقة" وكأنه يُقسِم، وسيُقسِم هذا وإن كان كاذب، فما الحل ؟!
الحل أن نتجاوز مسألة البحث عن إسم وحال الثقة ناقل المعلومة وننشغل بفحص والتدقيق في المعلومة ذاتها، للتعرف على منطقيتها ومعقوليتها، فإن فعلنا سنلاحظ فوراً بأن كل حديث يأتي بعد "حدثني ثقة" يصب في إتجاهات محددة، إما عن النساء، عن تلك التي لبست العباءة على الكتف والأخرى التي عملت في مكان مختلط، أو عن الموسيقى والفن وحال الفنانين، أو عن ملائكة تقاتل في المعارك، أي أنها في الغالب خزعبلات تُقال لإثارة مشاعر وعواطف الجمهور، إنها عملية لا مراعاة فيها حتى لقول النبي –عليه الصلاة والسلام- [كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع].


إن القرآن هو مصدر التشريع الأول، تليه الأحاديث الصحيحة، وهنالك القرآنين الذين يطالبون بإحالة حتى الصحيح من الأحاديث إلى القرآن فما خالفه فيرد، وحجتهم أن القرآن هو المعيار الأساس ولا يجوز تقديم مصدراً آخراً عليه أو حتى مساواته به، الإشكالية التي ظهرت لاحقاً أن هنالك من راح يأخذ بكلام الرجال من مفسرين وشراح أنه مصدراً للتشريع مساوي وأحياناً مقدم على القرآن والسنة، والخوف أن يأتي زمناً يصبح فيه ( الكيس ) مصدر تشريع يعتد به، أن يأتي داعية أو واعظ ليُشرِع للناس من ( الكيس ) وأداته الوحيدة أن يبتدئ حديثه ببضع عبارات على وزن "حدثني ثقة" والله المستعان.

عِلة علم الحديث


العلم يصحح نفسه بشكل مستمر، ولهذا التصحيح أدوات عديدة أهمها أن عملية نقد العلم تعتبر جزءً أساسياً في تركيبة المنهج العلمي، أن يطرح أحدهم فكرة أو نظرية فنقدها أمراً لا مفر منه، ولولا هذا النقد لبقيت الأرض إلى اليوم في مركز الكون، ولبقي الإنسان بكامل هيئته محشوراً داخل الحيوان المنوي.
لكن الملاحظ واليوم تحديداً أنه وبرغم إستمرارية نقد العلم إلا أنه لا أحد –من العقلاء- يستدعي النظريات والأفكار القديمة كحجج يعزز بها نقده، الناقد المتزن العاقل اليوم لا يقدم نموذج الأرض المجوفة مثلاً ليشكك في النظريات الجيولوجية الحديثة، لأنه يدرك أنه إن فعل فسيضع نفسه موضع سخرية، وهكذا يمكن القول أن المرفوض ليس النقد إنما تدعيم النقد بالحجج القديمة التي تم دحضها تماماً أو تم تصحيحها بالكامل.
إلا أننا حين نتحدث عن العلم الشرعي عموماً وعلم الحديث تحديداً فالمسألة تختلف في جزئية أن إستدعاء أو تدعيم النقد بالحجج التي تم طرحها سابقاً مسألة لا تضع الناقد في موضع سخرية أبداً، هذا لأن كل أو معظم الحجج القديمة لاتزال تحتفظ بقيمتها إلى اليوم، وسبب إحتفاظها بقيمتها أنه لم يتم دحضها أو الإجابة عليها بشكل علمي واضح ومحدد، لذا حين يردد علماء الحديث أن فلان الناقد "لم يأتي بجديد" ففي الحقيقة عبارتهم هذه تدينهم، إنها عبارة عليهم لا لهم، فلو أنهم دحضوا وفندوا كل الحجج والطعون التي تم توجيهها لعلم الحديث فعلياً لما كانت هنالك حاجة أساساً للتكرار، لأدرك الناقد أنه إن فعل هذا الأمر فسيضع نفسه موضع سخرية، لكنه يفعل بلا حرج !، بل ويتمادى بإضافة حجج جديدة ستواجه –غالباً- بنفس الإعراض والتجاهل وأحياناً التسفيه والإستصغار.

عموماً، ليس بالضرورة أن يكون الناقد مُدلِساً أو مُستشرِقاً أو عابد هواه شيطاني النزعة، وأيضاً ليس بالضرورة أن يكون الناقد –تحديداً اليوم- عالماً متمكناً ملتزماً بمعايير علماء الحديث، فاليوم قد دخل رجل الشارع البسيط على الخط، أصبح الإنسان من العامة قادراً على الوصول للمعلومة بسهولة وقادراً على أن يتحصل من المعرفة ما يلزم لأن يربكه تماماً، والإرتباك هنا ليس بسبب المعرفة فقط إنما بسبب اكتشافه بأن أجزاءً من هذه المعرفة تخالف الواقع الفوضوي تماماً، بينما أجزاءً أخرى منها قد ساهمت في تشكيل هذا الواقع الفوضوي! .. مثل هذا الإرتباك من الطبيعي أن يولد لدى الإنسان البسيط العديد من الأسئلة، أسئلة على شاكلة:
كم عدد الأحاديث الصحيحة بالضبط ؟!، قالوا بأنها سبعمائة ألف، ثم قالوا بل مئتي ألف لا بل مائة ثم قالوا أنها أربعة عشر ألف لا غير، فعارضهم أخرون بالقول أنها لا تتجاوز الأربعة ألاف وأربعمائة !! .. كم عدد الأحاديث الصحيحة بالضبط ؟!!، فلو أن عدد سور القرآن أو آياته أمراً مبهماً هكذا، لكان هذا سبباً كافياً لخلق حالة تخبط شديدة.
ثم لماذا تتم تسمية الموضوع والضعيف والمكذوب بـ "الحديث" ؟!!
فالقرآن متماسك ومحفوظ لأنه ببساطة قرآن، لا توجد فيه آية ضعيفة أو سورة موضوعة، إلا أن مسمى "حديث" المفترض أن يكون من قول نبي الله وحده إلا أننا نجده مصطلحاً يُطلق على كل هرجٍ وخاطرة، وكل ما سُمي حديثاً بغض النظر عن تصنيفه فله تأثيره في تشكيل أفكار وعقائد المسلمين، بل وتتم عليه بناء أحكام فقهية حتى وإن كان موضوعاً أو ضعيف !.
ثم ماذا عن الأحكام الفقهية التي تم بناءها على أحاديث صحيحة تم تضعيفها لاحقاً ؟، وماذا عن الأحكام الفقهية التي يتم بناءها اليوم على أحاديث تعتبر صحيحة، إن تم تضعيفها مستقبلاً ؟!!
وأهم سؤال في هذا الجانب، لماذا نقد السند مقدماً على نقد المتن ؟!، بل لماذا من الأساس يتم التعامل مع أحوال الرواة أنه المعيار الأساسي لتصنيف الحديث ؟!، فأحد المغالطات المنطقية أن يتم قبول عبارة أو رفضها بناءً على شخصية وصفات قائلها لا على إستحقاقها ذاتياً للرفض والقبول، مثلاً كأن نقول "طالما فلان مشهوراً بالكذب إذاً عبارته هذه بالضرورة خاطئة" ولو صح هذا المعيار لما قال النبي –عليه الصلاة والسلام- متحدثاً عن الشيطان بكل صفاته الرديئة [صدقك وهو كذوب] .. بمعنى، يا أبى هريرة رغم أن الشيطان كذوب بطبعه إلا أن عبارته هذه صحيحة.
من هنا ندرك أن صفات وطبائع القائل أبداً ليست معياراً يتحدد به قبول أو رفض القول ذاته، لكنها في علم الحديث تعتبر معياراً أساسياً إن لم يكن المعيار الوحيد !!.
فماذا عن نقد المتن إذاً ؟!
صحيح أن نقد المتن من أهم الأدوات في علم الحديث، وصحيح أن هنالك مجهودات جبارة قام بها علماء الحديث والمنشغلين به، لكن الصحيح أيضاً أن العملية برمتها تعاني من علتان رئيسيتان، العلة الأولى –كوجهة نظر- أنها عملية إنتقائية، بمعنى أن هنالك عملية إنتقاء للمتن محل النقد، وكأن الهدف هنا هو تجنب مصادمة السائد قدر المستطاع، أو ربما هي سباحة من قِبل المُحدثين مع التيار لا أكثر، كأن يتم تجنب نقد متن الحديث الصحيح [ما فلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة] .. وهكذا.

أما العلة الأخرى أنها عملية نخبوية بإمتياز، أنها عملاً خاصاً بدائرة العلماء الذين تتحقق فيهم شروطاً محددة وضعها علماء الحديث أنفسهم !، إن هذه النخبوية ورغم إقرارنا بأن لها ثماراً عظيمة إلا أنها ثماراً معلقة في السماء ولا تصل للأرض أبداً، وربما لهذا لايزال المتطرف يجد له على الأرض أحاديثاً يراها صحيحة رغم أنه قد تم نقدها لخلل في متنها، لكن هذا النقد لم يصل للأرض أبداً، فيستند عليها المتطرف وينطلق في تطرفه مبتسماً إبتسامة رضى تامة، يقتل ويسلخ ويحرِق دون أن يرمش، والسبب أنه وجد حديثاً عابراً لم ينتقده أحداً او تم نقده في الغرف المغلقة !!

التغيير والوهم

 

ما الذي يحدث في المجتمع السعودي ؟!.
حفلات .. مسارح .. اختلاط .. سينما .. سماح للمرأة بقيادة السيارة وحضور للملاعب ... إلخ.
تغييرات كثيرة حدثت فعلياُ وأخرى أكثر قادمة، فما هو الدافع لكل هذا ؟!.
حسناً، نستطيع أن نقول في هذا الموضوع كلاماً يجذب أكثر الناس ويستهويهم، بل وينال قائله عبارات الشكر الجزيل، كأن نقول مثلاً بأننا نعيش مؤامرة كبرى على هذه البلاد، وأن الغرب الحاقد يريد إخراج المرأة من عفتها كي يسقط المجتمع تِباعاً في وحل الانحطاط، وأننا آخر حصون الدين وعلينا أن نقف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الإمبريالية الشرسة .. إلخ من هذا الكلام الفارغ الذي يجذب الناس دائماً كونه كلاماً عاطفيا يضع اللوم على قوى خارجية ويبرئ ساحة المجتمع، لهذا فهو خطاب يعجب هؤلاء.
حسنا، ماذا عن الكلام الذي يغضب الناس، والذي يغضبهم بالطبع هو أن نقول لهم بأن الخلل أولاً وأخيراً، فيهم ومنهم.
والخلل الذي يعتبر أحد الدوافع وراء كل هذه التغييرات اليوم، أننا مجتمع عاش آخر أربعين عام بالكامل على الأوهام، والوهم من صفاته أنه إذا دخل في مجتمع فينتشر بسرعة، وبنفس السرعة يتحول لقناعات ومبادئ راسخة، ثم يستلم المجتمع هذه القناعات الراسخة ليبني عليها نظام اجتماعي متكامل، وهذا بالضبط ما حصل، أننا لأربعين عاماً قد سمحنا للأوهام بأن تسيطر علينا وتؤثر فينا، وأننا فعلاً حولنا أوهامنا لقناعات ومبادئ حرمّنا حتى التشكيك فيها، ثم إننا فعلاً بنينا نظام اجتماعي متكامل على هذه الأوهام، غيرنا في سياسات التعليم مثلاً وفي أساليب التربية وشكل الثقافة حتى في طبيعة تواجدنا في الأماكن العامة.

من أبرز الأوهام التي سيطرت علينا، توهُمنا بأن جهاز «هيئة الأمر بالمعروف» هو صمام الأمان الوحيد للمجتمع، وهذا الوهم بدوره تفرعت عنه أوهاماً لا حصر لها، أبرزها أن زوال هذا الجهاز يعني بالضرورة دخول المجتمع في نفق شهواني لا يأمن فيه الزوج على زوجته ولا الأخ على أخته.
من الأوهام أيضاً أننا توهمنا بأن الواجب الشرعي على المرأة يُحتِّم عليها أن تقِر في بيتها أسوةً بالصحابيات، رغم أن الصحابيات –رضوان الله عليهن- لم يقِرن في بيوتهن طيلة الوقت، إنما خرجن للتجارة وشاركن في الغزوات، وكانت لهن آراء ومواقف قوية في الشأن السياسي والاجتماعي، ما يعني أننا بنينا توهمنا عن المرأة السعودية بناءً على توهمنا بأن الصحابيات كلهن نسخة عن (مريم بنت عمران) -عليها السلام-، أي أنهن –الصحابيات- اعتزلن الحياة الاجتماعية وجلسن في بيوتهن طيلة الوقت، ونتيجة لهذا الوهم المركَّب تحولت المرأة السعودية من كائن حي لجوهرة وذرة وحلاوة مغلفة، المهم أنها ليست إنساناً سويا.
من الأوهام أيضاً، وهو وهم معاكس لتوهمنا عن المرأة، ففي الوقت الذي تخيلنا فيه المرأة جوهرة مصونة، توهمنا بأن الشاب في حقيقته ليس إلا كائن شهواني بالفطرة، أنه ذئب بشري يهيج إذا صادف فتاةً تمر من أمامه، والغريب في هذا الوهم أن المقتنعين به يرفضون معظم الحلول المقدمة للحد من التحرش، لأنهم أيضاً يتوهمون بأن قانون مثل قانون منع التحرش يخالف الشريعة الإسلامية، وهكذا رغم التوهم بأن المجتمع يتكون من جواهر وحملان توهموا بأن الحلول المنطقية لمنع أذى الذئب عن الحمل الوديع يعتبر رذيلة !!.
هكذا يتشعب الوهم في كل اتجاه بنفس السرعة التي ينتشر بها داخل المجتمع.

هذه بعض أوهامنا التي حولناها لقناعات راسخة فعلاً، بل وغيرنا بها النظام الاجتماعي بالكامل، ومجتمع عاش على هذا المنوال سنين عديدة، فمن الطبيعي أن يخضع في الأخير لتغييرات صادمة ومفاجئة، وفي الحقيقة أحد الأهداف من كل هذه التغييرات أن تكون صادمة ومفاجئة للمجتمع، لأننا أوصلنا أنفسنا لمرحلة كان لا بد فيها وأن نخضع لعلاج بالصدمات، والعلاج بالصدمات فعّال في حال فقد المريض قدرته على التمييز بين الوهم والحقيقة.

وللتدليل على أننا في مرحلة العلاج بالصدمات، يكفي أن نتأمل في طريقة تعاملنا مع كل قرار وتغيير، لنكتشف بأننا نسير دوماً في نمط واحد لا يتغير، فنحن في البداية نصدم حين نسمع بتغيير قادم، ونصدم أثناء التغيير، ثم نصدم بعد التغيير .. كمثال، حين علمنا بأن هيئة الأمر بالمعروف سيتم ترشيد عملها شعرنا بالصدمة، هذه الصدمة جعلتنا نعيد إحياء أوهام السنين، وافترضنا الأسوأ، بمعنى لو حدث هذا الأمر فحتماً ستحدث كوارث، كأن ينتشر الفجور في كل مكان، ويخرج التحرش عن السيطرة، وبعد أن تم ترشيد عمل الهيئة فعلاً، حينها شعرنا بالصدمة الأخيرة، كيف أن كل ما أقسمنا على حدوثه لم يحدث أي شيئاً منه، والصدمة هذه المرة سببها اكتشافنا بأن ما آمنا به كمسلمات هو في حقيقته مجرد أوهام وخزعبلات، وعلى هذا النمط مضينا مع كل تغيير.
دائماً نصدم فور سماعنا بحدوث تغيير قادم، ودائماً الصدمة تجعلنا نفترض الأسوأ، وفي الأخير نصدم حين تتهاوى قناعاتنا الراسخة رسوخ الجبال، وفي رأيي أن أحد الفوائد من كل هذه التغييرات أن يستيقظ الجميع، أن يكتشفوا بأن ما يرونه حقيقة ماثلة أمامهم قد لا يعدو كونه سراب، حينها سيعود المجتمع للحالة الطبيعية، وهذا لا يعني أننا سنصبح مجتمعا مثاليا إنما سنكون مجتمعا خاليا من الأوهام، أو مجتمعا نسبة الأوهام فيه طبيعية.


ختاماً، إن الهدف كان ولا يزال من زرع الأوهام في المجتمع هو أن يظل الجميع في حالة خوف وقلق دائم، خوف وقلق من كل شيء وعلى كل شيء، وأن يفقد الناس ثقتهم في كل شيء، في أنفسهم وفي وطنهم ودينهم، والمجتمع الخائف يعتبر فريسة سهلة للضباع، المجتمع الذي يفقد أفراده ثقتهم في كل شيء هو مجال ممتاز ليستثمر فيه المرضى، وما أكثر المرضى الذين استثمروا فعلاً في مجتمعنا لسنين طويلة، وفعلاً حققوا الأرباح، هؤلاء المتربحون من الوهم هم من يتزعم اليوم لعن أي تغيير.