آللهم عليك بأهل الإسكيمو

عندما تبداء موضوعك بـ " السلام عليكم و رحمة الله و بركاته " ستـُقابل بريبة فربما تكون من الإسلاميين ، تبدأه بـ " تحية عطره .. أما بعد " إذاً هنالك إحتمال أن تكون من الليبراليين فهذه ليست تحية المؤمنين !
إذاً الأفضل أن تدخل في الموضوع بلا سلام ولا تحية ، فأنت تـُخاطب مجتمعاً يُحاسب دائماً على الحرف و على النيه .

تميل إلى أذن الجالس بجانبك لتهمس همساً ، هل نباء إلى ذهنك أن سعادة المسئول ما هو إلا بشراً فما كان نبياً و ماكان إله يُرتجى ، ويجب أن نسأله من أين لك هذا ؟
فتتسع عيناه من تـُخاطبه : " ناقص تقول إنه مواطن زيك يا مواطن " ... يُكمل " يا أخي حنا عارفين إنه بشر لكن الله عطاه من واسع فضله إنت وش دخل أمك ! أرزاق من الرزاق الكريم يا الله إن تكرمنا ! ، بلاش حسد ! " .
تخرج من هذا الحوار أن أس البلاء و ساسه يكمن في نفسيتك الحاقدة و " عينك " إلي تناظر في أرزاق الأخرين ، فتكتب موضوعاً عن سعادته –رضي الله عنه- بأنه نقي بنقاء الملائكة ، لولا أنه مـُحاطً بمجموعة من الموظفين الفاسدين الذين يضعون أمام قراراته العراقيل حتى لا تـُنفذ .
يأتيك الرد على موضوعك : " حنا ما ودانا في داهية إلا أشكالك ، تتفلسف و تلف و تدور حول المشكلة وتتجاهل راس البلا " .
تسأل : مين راس البلا ؟
يـُجيبك : راس البلا " سعادة المسئول " إلي ما تقدر تحطم اللوم عليه .


تترك " سعادته " يعاني مع موظفيه الله يجزاه خير إن كان مصلح و الله يورينا فيه يوم إن كان فاسد ، وتتحدث عن الثقافة الدينية من وجهة نظرك كمحاولة لتوضيح ما تراه ليس من الدين أو ما يُشكل عليك فيه ، ومع أن هذا من حقك إن كان فيه إشكالاً عليك .
فيصلك رداً : " يا زنديق يا عميل لجهات خارجية ! ألحين ما قدرت تتشطر إلا عالبردعة و سايب الحمار يمرح "
تسأل : مين الحمار ؟
تلقى الحمار دائماً سياسي ، فتحاول أن تتشطر هذه المرة عالحمار فعلاً و تبحث عن الأسباب إلي خلت السياسي يتحمير و تتسائل عن مُسببات إستشراء الحميرة في عقلية بعض السياسيين،  فأنت وخوفاً من الزندقه ستضع اللوم كله على رأس السياسي
فيرد أحدهم على إنتقادك للسياسي : " أنت تبحث في الإتجاه الخطاء ، علينا أولاً أن نسأل من هو السياسي ؟ أليس مواطن عاش في ثقافة مجتمعه ومنها خرج متحميراً ؟ إذاً الثقافة هي السبب الرئيسي في حميرة المتحميرين "
فتقتنع أن السبب الرئيسي لتخلفنا فعلاً هي الثقافة ، ثم تحاول أن تضع اللوم على المثقف و كيف أنه هو العدو ، فتكتب مقالاً تحاول فيه وصف ملامح الإستعلاء التي يتحلى بها المثقف و كيف أنه ينظر إلى المجتمع على أنه قطيع متخلف يقبع في الإنغلاق ، معتقداً أنه وحده المستنير ، وقبل أن تكمل يأتيك رد في الجبهة : " أبك يا الظلامي يا الرجعي ، ألحين سايب هالمطاوعة إلي حايسين البلد و تتكلم عن التيار الليبرالي عن الناس إلي فاهمة و حتطور البلد ! "

!!!!

في الحقيقة ستكتشف بعد رحلة ممتعة من التشكيك في سلامة عقلك و عرضك و دينك ، و كمحاولة لأن لا تدخل فعلاً شهار التي ستـُفتح لك أبوابها ، ستكتشف بعد كل هذا أن الأنسب " ربما " يكون في عدم البحث عن المسببات إنما في إيجاد الحلول .
تـُحاور أحدهم و تدخل معه في نقاش عن المرأة كمثال ، لتوضح وجهة نظرك في هذه المسألة أنه بما أن حقوق المرأة مـُهدرة فالحل إذاً أن نعترف أولاً بأن لها حقوق يجب أن تتحصل عليها وهذا كخطوة أولى ، فيرد عليك من تناقشه : " ألحين سايب مشاكل البلد الرئيسية و جالس تتكلم في الحريم ، ياخوي هذول في الأول و الأخير حريم ، أقول لا تتميلح و تسوي فيها مع حقوق الحريم ترى أشكالك مفضوحين "

تبحث عن مشاكل البلد الرئيسية و التي هي أهم من حقوق المرأة ، فتجد أنها " إرتفاع أسعار البعارين " تتسائل صادقاً عن سبب إرتفاع أسعار البعارين إلى ما يزيد عن الـ40 مليون للبعير الواحد ، وتبداء في طرح علامات إستفهام فربما يكون في الأمر غسيل أموال !
فيجيبك أحدهم : " الله يا شرلوك هولمز على غفلة ، ما بقى إلا أنت تتكلم عن الحلال ؟ ، هذا تراث يا الحبيب ، نبيعه بريال نبيعه بمليون أنت وش دخلك ؟ "

!!!!

تقول يا الله يُقال لك بأن الله غير موجود إنما هو مجرد فكرة إخترعها البشر
تقول لا إله يتم إيقاف رصيدك في البنك !


في الحقيقة هذه خلاصة التدوين و الكتابة في مواقع التواصل الإجتماعي على مدار عام واحد .
هي تجسيد عملي لقول أحمد مطر :
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي تأقلم
خيروني بين موت و بقاء .. بين أن أرقص فوق الحبل ..أو أرقص تحت الحبل
فاخترت البقاء

قد إخترت البقاء رافعاً أكفي للدعاء على أهل الإسكيمو بالهلاك العاجل غير الأجل
فالرجل هناك لا يغار على نسائه لأن نسائه في الأساس مُصابات بالبرود الجنسي كنتيجة للعيش في الصقيع
ثم إن البطريق حيوان ممل يمشي كالأعرج ليجلب الشفقة وفي هذا نوعاً من التدليس
وعندما يكون اللون الأبيض هو اللون الوحيد من السماء إلى الأرض فلا يستطيع الإنسان أن يُفرق هل الذي أمامه ذكراً أم أنثى ، وهذا لعمري هو الضلال المبين
فـ ( آللهم عليك بأهل الإسكيمو )

0 التعليقات :

إرسال تعليق