نقاشات حول الإيمان و الإلحاد - 1


هنالك بعض الردود التي جاءت على موضوع :
( حوار ما بعد الموت " بين الإيمان و الإلحاد " ) 
http://ashtat-fikr.blogspot.com/2013/01/blog-post_28.html

أحببت أن أضعها هنا لمن  حب الإطلاع و إبداء الرأي

و هذا الجزء الأول من تلك المداخلات :)
 الجزء الثاني على الرابط : http://ashtat-fikr.blogspot.com/2013/01/2.html


----------

1- اثبت لي عقليا ماسيحصل بعد الموت .. اتحدى كائن من كان يثبت شيئا سيحصل بعد الموت ، فالنقولات الصفراء ليس لها معنى وحتى النصوص الدينية لم تأتي بشيء يثبت ذلك
لن أثبت لك " عقلياً " لأن العِلة هنا في العقل ، فالعقل لا يؤمن إلا بما يستطيع إستيعابه ، و لا أتحدث هنا فقط عن الله أو الروح إنما عن أشياءً أقل تعقيداً ، كالشعور بالحب و الكره .
و إن كان الجسد مجرد آلة فكيف إذاً يتولد الشعور بالحب ! ، هنا علينا الإعتراف بمحدودية العقل عن الإلمام بالكثير مما يجهله ، و علينا الإعتراف أن الجهل بالشيء لا يعني عدم وجوده .
ثم إنني يا سيدي وضعت أمامك الفرضيتين ، ثم تركت لك حرية الإختيار ومن حقك أن تختار أقربهما للـ " وعي "
و كمساعدة فإن العقل العقل هو أداة واحدة من ضمن أدوات عديدة تُولد في الإنسان ما يُعرف بالوعي ، و من ضمن الأدوات الأخرى القلب مثلاً ، و دائماً الإنسان الذي يـُحسـن إستخدام تفكيره ليصبح واعياً فسيصل إلى " الله " ، أما إنكاره فهو إعتراف مبطن بمحدودية العقل .
على فكرة .. صحيح أن الإيمان لم يُثبِت شيئاً عن الحياة بعد الموت إنما أخبرنا عنه كغيب ، كذلك فإن الإلحاد لم يُثبت عكس ما يقول به الدين لكنه أتى بخزعبلات لا أكثر .
هنا يتجلى الإيمان لينتشل الإنسان من التـِـيه
والله أعلم

----------

2- مابعد الموت مجهول .. لكن ليس لـ أحد ان يدعي بوجود جنة ونار وعذاب قبر وعذاب أبدي و و الخ بدون اي ادلة لاعلمية ولاعقلية ولاحتى منطقية .. بل من اساطير دينية وقصص فرعونية وبابلية
جميل جداً .. ما بعد الموت مجهول و كلنا نُقِر بذلك ، و أمام المجهول ليس للإنسان إلا بناء فرضيات ، و هذا مبدأ نجده حتى في العلم فالفرضيات هي الخطوة الأولى للوصول إلى الحقائق .
لذلك سيبقى موضوع ما بعد الموت مجهولاً ، و لن يكشفه لا العلم و لا الفلسفة و لا الدين ، إلا إذا بعث الله ميتاً للحياة فيخبرنا ماذا قد وجد ، و نحن ندور حول هذا الموضوع بناءً على فرضيات لا أكثر ، و العاقل من يتبع الفرضيات الأكثر تماسكً .
و الفرضيتان الرئيسيتان حول " الله " و لن تجد سواها هما : إما أن الله موجود ، أو أنه غير موجود
إرجع إلى القصة في الموضوع ستجد الإثنان ماتا ثم بعد الموت حتماً سيجدا نفسيهما أمام إحدى إثنتين :
إما أن يجدا الله أو لا يجدانه !
إن لم يجداه فهذا معناه أنهما تبخرا إلى لا شيء أو إلى طاقة كما يقول بعض الملحدين بالتالي ليس هنا منتصر فالإثنان سواء ، و المفارقة أنه بهذا المنطق سيتساويان حتى مع كل طاغية و مستبد و مجرم .
أما إن وجداه فما موقف الملحد ؟ ، لأن المؤمن حينها يكون قد نجى عندما أمن بالله
و الله أعلم

----------

3- لايهم الله موجود ام غير موجود ، مايهُم حتى لو كان موجوداَ هل هو الاله الابراهيمي ؟ .. لا بالتأكيد وهذا هو المهم
فمعناه البحث في مابعد الموت مجهول وسيظل مجهول .. ولا يهم اي كان بعد الموت
اعمل خيرَا في الحياة .. وابتعد عن الشر
فستكون مطمئناً ، بعيدا عن طقوس وتقبيل حجر اسود وصيام وطقوس طفولية لا اعتقد بـ اله يحتاج لهذه الحركات الصبيانيه ليرضي نرجسيته
أين إعتراضك أستاذي ؟
إن كنت لا تهتم بوجود الله من عدمه ، و لا يهمك هل بعد الموت حياة أخرى أم فناء ، فليس كل الناس معك في هذا .
إن تلك المسائل التي ليس لها وزن عندك قد أشغلت أكثر العقول على مدى التاريخ .
ها أنت تقول " ناصحاً " : على الإنسان أن يعمل خيراً في الحياة و يبتعد عن الشر
حسناً ماذا عن الذي ليس في كل حياته إلا الشر منذ الولادة حتى الوفاة ، هل تطمئن إن علمت أن سيتساوى بعد الموت مع الذي أمضى حياته كلها في الخير و الخير فقط ؟
ألن تشعر بالظلم و أنت ترى أفسد إنسان على الأرض سيكون بعد الموت هباءً و لن يُحاسب أو يُسائل ؟
الإطمئنان يا سيدي يأتي حينما تستشعر أن هنالك " ذات " عُليا ستُحاسب كل عــتل زنيم ،و أن من سرق مالك و جهدك في الدنيا تحت حماية القانون فسيُحاسب حسابً عسيراً عند من لا يظلم
ثم .. تصف العبادات بالأعمال الصبيانية ! فهل تستطيع أن تعترض على مديرك في العمل بأن الحضور اليومي و الإنصراف و تقديم التقارير الدورية مجرد أعمال صبيانية ؟!
صاحب الشركة يضع القانون حسب رؤيته إن كان عادلاً فلن يُحابي أحداً و ليس أمام المُعترض إلا تقديم الإستقالة ، فالشركة شركته و المال ماله و قانونه واضح ( إلتزم بقراراتي ستتدرج في السلم الوظيفي " كمثال " ) فهل ستعترض حينها و تصرخ مطالباً بالترقية دون أن تلتزم ؟
إلتزم يا سيدي بتلك الأعمال الصبيانية و إن كان على مضض ثم أحكم ، هل بعد تنفيذك لها سينقص من مالك أو عقلك مقدار ذرة ؟!
إن المسألة مسألة قناعات في الأخير ،و لو أن الله الذي تصفه بما تصف كان ظالمً لما رزق المعترضين على وجوده ، وهذا من تمام العدل انه يبارك حتى في حياة من يعترض على قراراته .
ثم إن الله لا يحتاج إلى سجود و ركوع إنما أنت من في حاجتها جرب بقلب خاشع و سترى من المستفيد فعلاً و لكن جربها لمرضاة الله ليس لمال أو منصب .

----------

4- هنا مربط الفرس .. احياناً نجد الغور في البحر الفلسفي يؤدي الى تضارب في الرؤى ، و هذا احد دروب التيه التي يجلبها المخلوق لذاته
اشهد ان لااله الا الله .. وان محمداَ رسول الله .. وان عيسى كلمة الله وروح منه القاها الى مريم .. وان الروح حق .. والموت حق .. والبعث حق .. والجنة حق .. والنار حق .. وإنا الى الله راجعون
صدقت يا عزيزي ، أنظر لتفسير أفلاطون لماهية الروح سترى كيف تحار أعتى العقول أمام إنكار الله ، تخبط في تخبط لا نهائي ، عِناداً فقط من أجل العِناد .
فأفلاطون فسر الروح أنها خليط يتكون من النفس و الرغبة والعقل ، ثم قال أن وجود الروح مرتبطاً بفترة حياة الإنسان فإذا مات و تحلل تلاشت الروح أو تبخرت .
العِلة هنا أن الإنسان لم يصل إلى معنى واضح محدد لكلاً من "النفس و الرغبة و العقل" ، فكيف نصف مجهول بمجاهيل أخرى ؟
كيف نقول أن الروح هي " النفس و الرغبة و العقل " ، ونحن نجهل أساساً ما هي النفس و الرغبة و العقل !!
فتأمل

----------

5- لماذا خصنا الرب بالعقل دون جميع المخلوقات ؟
هل ذلك لكي نبحث عن معاشنا من مأكل ومشرب وغيره فقط ؟
ثم إذا كان كذلك ما فائدة منحنا العقل والمخلوقات الاخرى نجحت في الحصول على الغذاء بدون عقل
إن كنت ستقتنع بما أنا مقتنعً به ، فإن لدي قناعة شبه تامة أن الغاية من العقل هي الإيمان بالله " لا رؤيته جِهاراً " !
لأن العقل محدود بحدود إن تخطاها يتلف ، و حِفاظاً على العقل من التلف كان الله غيباً ، كذلك فالحياة بعد الموت غيب ، لأنك بهذا العقل " الدنيوي " ستُجن تمامً إن علمت ما سيقع لك بعد الموت حتى و إن كان خيراً !
إن العقل تمامً كالجسد كلاهما يصلحان للحياة على الأرض فقط
و الصفة الوحيدة التي تُيز الإنسان عن باقي الكائنات ليست العقل إنما الغرور ، فغروره جعله يعتقد أنه الكائن الوحيد الذي يمتلك عقلاً يستطيع به رؤية الله ! أو كشف أستار الغيب .
فإن كانت النملة مثلاً تبني مجتمعاً متكامل فيه سوق تتبادل خلاله النملات بعض السِلع ، و إن كانت البطاريق تستولي على أعشاش بعضها ثم يضع صاحب العش الكمائن للإيقاع باللص فهذا يدل أن لديها عقلاً يـُناسب طبيعة بيئتها .
يقول تعالى : { و إن من شيء إلا يُسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم .... } أي إن الكائنات الأخرى نجحت في الوصول إلى الغداء " مثلنا " لكنها تفوقت علينا بالعقل أن سبحت بحمد ربها في حين أننا كفرنا بربنا " بالعقل " !

----------

6- أولاً هذه الكلام غير صحيح الكثير غير مؤمن بالله , لكن ما بعد الموت يكون أمر غامض بالنسبة له أي لا يستطيع أن يطلق عليه حكم قاطع .! ذلك لأن أحداً لم يعد ليخبرنا بما وجد !
أنا غير مؤمن بالله الذي وعد بجهنم و الجنة و الخلود .. لكن في نفس الوقت أنا لا أجزم بما سيحدث بعد الموت .!
عزيزي ، ما قلته أنت لا يخرج حرفاً واحداً عن صفات المؤمنين و أتحدث هنا عن المؤمن الذي يُعمِل عقله ولا يُؤمن إيمانً أعمى ، فصفة الحيرة التي تصيب الإنسان حين يفكر في ما بعد الموت هي صفة إنسانية غير خاصة بدين أو معتقد .
فأنا و أنت و هذا و ذاك و الجميع يتشارك في هذا الأمر ، لا يوجد حكم قاطع في هذا الأمر .
هنا يبرز الإيمان لينتشل الإنسان من حيرته لا أن يُغلق عقله ، فهنالك فرق بين أن تبحث عن الحياة بعد الموت بإيمان ، و أن تبحث عنها بإنكاراً لله .

----------

7- يجب أن لا تنظر للملحدين على أنهم فكر واحد فهم ليسوا مثل المؤمنين الذين يستقون كل ما يعرفونه من نص معين و بالتالي تجد أفكارهم عن أمر ما متشابه .!
من هذا المنطلق أقول لك أنك لا يمكن أن تعمم على الملحدين فكرة و تقول بأنها جميعهم يؤمنون بها .. و أقصد هنا قولك بأنهم جميعاً لا يؤمنون بالروح .!
ومن الذي نظر إليهم بهذه النظرة ؟
إقراء السطر الأخير في الموضوع ، قلت فيه أنه ليس كل من أنكر الله هو بالضرورة يُنكِر الروح !
لكنني تحدثت عن الفِكرة السائدة وليس عن الشاذة ، و السائد أن المُلحِد يُنكِر الروح ، كما أن السائد أن المُؤمن يُقر بوجود الروح .
فكما أن هنالك مؤمنون يُنكرون الروح الإنسانية و يصفونها بأنها ذات الله في الإنسان حتى يقول أحدهم " الله فيني و أنا في الله ! "
هنالك من يقول بوجود الروح من الملحدين ، كأفلاطون الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء تهرباً من الإقرار بوجود الله .
ثم إن النص المعين في القرآن " حمَال أوجه " إن قرأته على عجل فهمت قليلاً و كلما تبحرت في فهمه إتضحت أمامك أشياء كنت تجهلها

----------

8- هناك نظرية ليس لها علاقة بالأديان اسمها بايوسنترزم , تقول أن ما بعد الموت ليس الفناء ... لأن ( الـ أنا ) الواعية في الإنسان عبارة عن طاقة .. و الطاقة لا يمكن أن تفنى .!
أنت بهذا تـُدخلنا في إشكالية أخرى .. فالـ ( أنا ) الواعية هي لغز أخر لا يقل عن لغز الروح أو لغز الحياة ما بعد الموت
فأنا أستطيع أن أسئل ، مثلاً :
هل تلك الـ ( أنا ) الواعية بعد موت الإنسان ستستقر في مكان أم ستظل هائمة أم تدور في حلقات ! حدد طبيعتها ما بعد الموت !
ثم ، أليس العلم يقول بأن الكون سيفنى ذات يوم ؟ ، إذاً كيف نقول أن الطاقة لا تفنى ؟
وبما أن الله يقول { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) إذاً الطاقة تفنى
أيضاً ، الطاقة أنواع و مصادرها متعددة فإلى أي نوع سيتحول الإنسان بعد الموت ؟ ، إلى طاقة شمسية أم نووية أم حركية
أليس الأسهل أن نؤمن بالله من هذا التوهان و البحث عن خلاص ؟

----------

9- إذا وجد طريقة للخلود أليس تبعا لذلك سيكون متقدم علميا ليمنع فناء الأرض أو أن يسافر لكواكب أخرى ؟!
سؤال غريب ! ها هو الإنسان وجد ألاف العلاجات لألاف الأمراض لكنه لم يجد طريقة واحدة تمنع دخول الأمراض في الجسد .
هو إذاً أمام الأمراض كان يقف موقف الدفاع و ليس الهجوم فكيف أمام الموت ؟
ثم إن فناء الأرض الحتمي ليس لإنسان القدرة على منعه أو التنبؤ به وإن إستطاع أن يسافر إلى كواكب أخر فماذا سيفعل إذا تحققت نظرية الإنكماش ؟!
أي وحسب العلم أن الكون الذي بدأ بإنفجار عظيم ، سيأتيه يومً و ينكمش ! ، ينكمش أي يتلاشى بمعنى أخر حينها حتى الذين سافروا إلى تلك الكواكب سيلقون حتمهم !

----------

10- اسمحلي في البداية أن أوضح لك أنك تنظر من منظورك الديني الذي صُبغ بفكرة مُعينة عن الملحدين
نعم أنظر من منظور ديني لأنني مؤمن !
أشعر بأن الخير يكمن في الإيمان بالله .. فأحببت أن يستشعر الأخر بما عند الله ، أما حديثي عن الملحد و معتقده فأولاً أنت لم تـُجب هل في حديثي خطاء ؟
وللإعادة ، أنا تحدثت عن الأفكار السائدة و ليس عن الشاذة لأن إدراج جميع الأراء في موضوع واحد سيحتاج إلى كتاب أو أكثر

----------

11- جزمك بأن الملحدين في تيه وضياع ليس له مكان في واقعي على أقل تقدير و واقع الكثيرين غيري
ليس من باب الجزم إنما الصفة الغالبة ، و إستثناء نفسك لا يعني تهجمي ، فأنت بهذا تحكم على الملحدين من منظور شخصي أيضاً !
ثم إن أحد الأدلة على تِيه الملحد " من وجهة نظري " أن الحياة تمضي به و هو في محاولات مضنية لإثبات عدم وجود الله ، أحد الأدلة كذلك أنه يُردد دائماً ليس فيني عـِلة

----------

12- الدين ما هو إلا سلعة غيبية ، تُسوّق عن طريق الترهيب والترغيب , وهذا سهل جداً أن تتحدث وتروج لأمر غيبي
هذا تفسير له حق السمع لكن لا يُلزمنا بالإقتناع ، صحيح أن المتاجرين بالدين كثير لكن هذا لا يعني أن الخلل في الدين إنما في المتاجرين !
ثم ما هو الغيب ؟ ، و لماذا الغيب غيباً ؟ ، و ماذا سيحدث للإنسان إذا علم الغيب ؟
يا سيدي الإيمان بالغيب إقرار من الإنسان بمحدوديته ، و محدودية عقله و فكره ، أما نفي ذلك الغيب دليل تكبر الإنسان
ثم أين السهولة ؟
إن أصعب شيء أن تـُروج و تتحدث عن أمر غيبي لأن الإنسان مؤمناً أو ملحداً هو في الأخير ينجذب أكثر إلى الخطاب الذي المادي الذي يحدثه عن الأمور الواقعية ! ، عدا ذلك فإن أمن بالغيب فسيؤمن بصعوبة لأنه يتحدث عن شيء لا يفهمه
لذلك تجد الأنبياء أكثر من تعرضوا للعداوة
لذلك أيضاً الإنحلال ينتشر أسرع من الإيمان لأنه يلعب على وتر الماديات

----------

13- أما محدودية عقل الإنسان , فهذا صحيح , عقل الإنسان محدود , ولكن الذنب ذنب الصانع , فهو من وضع هذه المحدودية , فهل يُعاقبني إن قادتني إلى الإلحاد ؟! إن كان يعاقبني فظلمه واضح .
يا سيدي إن محدودية عقل الإنسان ليست عيباً ، لأن الغاية من عقل الإنسان بهذا الوضع هي أن يؤمن بالله لا أن يراه جهاراً .
كذلك لأن رؤية الله ستمحوا أي عِلة لكفر أو إلحاد بالتالي لن تـُعمر الأرض ، و الحضارات المتعاقبة على الإنسانية ما كانت لتوجد إلا بسبب الصراع القديم بين الكفر و الإيمان
ومن وجهة نظر أخرى ، هنالك من يقول أن العقل سيتلف إن حاول تخطي تلك الحدود و الدليل أن الإنسان سيُجن تمامً إن علم موعد موته ، فما بالك إن علم ماذا سيجد بعد الموت سواءً خيراً أو شراً أو حتى فناء ! ، لذلك يبقى الغيب غيباً
الإلحاد هو عدم إعتراف الإنسان بمحدودية عقله { وإذ قلتم يا موسى لن نُؤمن حتى نرى الله جهرة }
ملاحظة : بما أنك إعترفت معي بأن عقل الإنسان محدود ألا يقودنا هذا إلى أن الإستناد على العلم فقط لبناء معتقداتنا  باطل ، فالعلم ما هو ؟ هو إبن العقل ، فإن كان العقل من الأساس محدوداً ألا يقودنا هذا إلى أن الإلحاد بناءً على أدلة علمية لا يصح ؟

----------

14- إن كان فعلاً ما يريده الله منا هو فقط عبادته لماذا إذاً لم يجعلنا مثل الملائكة !
نعبده دون كلل أو ملل , بدل أن يحد من عقولنا , ويخالف منطقنا , ثم يأخذ وقته في تبديل جلودنا
وتوفير شتى الوسائل البشعة لتعذيبنا !! أليس الخيار الأول أرحم وأيسر ؟
ولماذا لا تـُجنب نفسك هذا العناء و تترك سبيل الشيطان و تكف عن نكران الرحمن ؟
الله يا سيدي أرحم الرحمين .. غير أن الإنسان جهولاً كفورا ، الله ليس كما يصوره المتدين اليوم أنه فقط ينتقم و يعذب فهنالك العديد من الصفات الإلهية التي لا تخدم المتدين المتشدد ، لذلك يـُكثر من تخويفنا بالله لكي نخضع له لا لله !!
ثم أنك أفضل من الملائكة لأن الله وهبك حرية الرفض ، وحق إختيار الإيمان .

----------

15- بما ان المسوحات التصويرية -تلوسكوبات عابرة للفضاء- لم تعثر على الجنة رغم انها غطت مساحة ضخمة جدا بسرعة الضوء, ولم تعثر على الفردوس المزعوم
اذا ليس هناك جنة ولا فردوس ولا بطيخ ، و انتقال الروح الا تحتاج الى زمن ؟ هذه مشكلة اخرى !
أعطني صورة واحدة صحيحة عن الكون ، صورة وليس نموذج تخيلي
هل تعلم أنه لم يتم تصوير الغلاف الخارجي للمجموعة الشمسية ! ، و هي مجموعة واحدة ضمن مليارات المجموعات داخل المجرة !
للتوضيح ، أنت تستطيع أن تـُصور القمر من نافذة غرفتك ، لكنك لا تستطيع أن تصور سطح الغرفة لأنك حينها تحتاج أن تقف على السطح
لهذا نجد صوراً تلسكوبيه لمجرات بعيدة ، لكننا لا نجد صورة تلسكوبية لمجموعتنا الشمسية كاملة ، لماذا ؟ لأننا نعيش داخلها
نقطة أخرى : ماذا لو أن الجنة تقع أمام نافذة غرفتك فعلاً ؟ .. ولكن في بعد زمكاني أخر !
كل شيء حولك يا سيدي وهم لذلك يأتي الإيمان بالله حتى لا تتخبط في هذا الوهم

هناك تعليق واحد :

  1. انا لم اعد احتمل غباء المتدين عموما و المسلم خصوصا تعبنا في محاولة اقناعكم و لكن الدين هو البوق الاعلى صوتا و انت ايها المسلم مقتنع بما انت عليه فقط لانك ولدت مسلما؟؟؟ اذن ابق في خرافات الف ليلة و ليلة .

    ردحذف